* المميزات / نقاط القوة *
- سرد سريع الايقاع جداً.
- تشكيلة شخصيات متنوعة من مختلف طبقات المجتمع.
-----
* العيوب / نقاط الضعف / الملاحظات *
- حبكة متواضعة.
- حوار بطل الرواية الذاتي لا يتفق مع ثقافته المحدودة.
- نهاية ساذجة جداً.
---------------
مراجعة الرواية:
ان يغير الكاتب جلده هو شيء محمود بكل تأكيد لكن الاهم كيف ستكون النتيجة ؟. جميعنا نعرف طبيعة كتابات عصمت - بتاع الرعب - ولنا معه قراءات سابقة عديدة في ادب الرعب والذي قرر ان يقدم لنا رواية من ادب الجريمة. امر مثير للاهتمام بكل تأكيد.
نأتي للسؤال الاؤل: ما علاقة الفصل الأول الذي حمل بصمة ما ورائية واضحة بباقي احداث الرواية ؟. الاجابة: لا توجد علاقة على الاطلاق. هذا تشتت واضح بين ما يتقنه الكاتب وبين التجديد الذي رغب في تقديمه.
النتيجة: عملية تغيير الجلد تركت تقرحات وندوب اثرت على جودة المنتج الادبي الجديد بشكل واضح ، على الأقل بالنسبة لي. هي رواية خفيفة لتزجية الوقت وانت تجلس على الشاطىء وتأكل شطائر البانيه بالرمل اللذيذة.
لنقترب سوياً من عناصر الرواية لنعرف ماذا أصابها من وجهة نظري الشخصية.
* الفكرة / الحبكة *
قرية سياحية بها عدد محدود من النزلاء نظراً لاننا مازلنا في فصل الشتاء ، تظهر بها جثة على صخرة ( ضهر الحوت ) والتي تحمل القرية اسمها. حبكة من طراز من فعلها ؟.
لنتعمق بعض الشيء داخل الاحداث والتي لا انكر انها كانت جذابة وغامضة في البداية لكن لم يدم هذا الغموض للنهاية واصبحت الشكوك منحصرة حول شخصية بعينها رغم محاولة الكاتب التمويه وتشتيت الانظار بعيداً عنها بشكل مكشوف وواضح للغاية. ربما هذا ما سهل للقارىء المدقق ان يحسم هذه الشكوك مبكراً ويبقى في انتظار معرفة الدافع من باب الفضول ليس الا.
* السرد / البناء الدرامي *
ما يميز الرواية هو سرعة ايقاعها بما لا يضع القارىء في حالة من الملل. هو ايقاع ساهم في اعطاء الحبكة شيء من الجاذبية وغطى على تواضعها بشكل جيد لا انكره.
* الشخصيات *
نقطة اخرى مميزة في الرواية هي تشكيلة متنوعة من الشخصيات من مختلف طبقات واطياف المجتمع.
رسم وبناء الشخصيات جاءا بشكل مميز ونجحا في تقديم بصمة خاصة لكل منها من حيث الشكل ، الانفعالات ، طريقة الكلام وردود الافعال مع بعض التحفظ فيما يخص شخصية ( سعيد ) بطل الرواية.
( سعيد ) شخص محدود الثقافة والفكر بشكل بدا واضحاً في حواراته مع نزلاء القرية ومديره. عندما ينفرد بنفسه ويبدأ في حواره الذاتي وترتيب الأمور والأحداث وايضاً البحث عن الجاني نجده يحمل من المنطق والفكر المنظم والثقافة ما يخالف طبيعته ومحدوديته. كأننا اصبحنا امام ضابط مباحث ماهر فجأة !. هذا تفكير الكاتب نفسه وليس الشخصية وهو ما لم استذيغه على الاطلاق.
* اللغة / الحوار *
لغة السرد جاءت بالفصحى المُطعمة ببعض الاسقاطات الاجتماعية والاقتصادية هنا وهناك.
لغة الحوار كانت بالعامية بما يتناسب مع خصوصية المكان والحدث والشخصيات بطبيعة الحال.
* النهاية *
تحديد كيف ستنتهي الرواية هو مسئولية القارىء هنا. هذا يعطي انطباع بالعمق وصعوبة وحساسية الموقف. كنت سأقبل بتلك الصفقة في حال كنا امام جريمة معقدة وذات خيوط متشابكة والأهم ان تكون الدوافع قوية ومقنعة وذات تأثير عميق بشكل كاف ، كأن تكون ارثاً ثقيلاً حمله الجاني من الطفولة على سبيل المثال.
في حالتنا هنا كنا امام دوافع ساذجة يتحمل مسئوليتها في الاساس الجاني نفسه ، الذي لم يقبل الوقوع في الفخ سابقاً لكنه استجاب بكل سهولة ويسر له لاحقاً تحت مسمى الضغط المعنوي !.
عفواً عزيزي الكاتب - وأرجو الا تغضب مني - فهذه نهاية هزيلة جداً وضعت القارىء بديلاً عنك بين مطرقة ضعف المبررات وسندان الجريمة لا تفيد !.