" موضوعها - يقصد الهوامش- كان تاريخ مصر ونضال شعبها، فقد كانت تعود ـ في كل مرة تختفي فيها ـ قوية وصلبة. هذا شعب كان دومًا قويًّا وصلبًا، تستلهم «الهوامش» بعض قوته وبعض صلابته، ولا تستطيع إلا أن تكون كذلك .

شعب مرت الأحداث عليه كلمى مهزومة، ووجهه وضاء وثغره باسم، هزم غزاة، وحطم طغاة، صعد أبناء له في عمر الورود درجات المشانق، وهم يهتفون باسم وطنهم، وترك ضباط وجنود من أبنائه المستشفيات العسكرية ـ إذ هم جرحى ـ ليواصلوا القتال، وخرج مجاورو الأزهر ومشايخه وفتوات بولاق والحسينية وصناع القباقيب في تحت الربع وطولون، ليحاربوا فرنسا إذ هي أقوى دولة أوروبية، وليجبروا الجنرال «اللنبي» ـ بطل الشام في الحرب الأولى ـ على التراجع أمام لحمهم الحي .

شعب يضحك وهو ينزف، يحارب جائعًا، اتهموه بالجهل كثيرًا، وبالبلاهة حينًا، لكنه في كل مرة يؤكد لهم، أنه في صمته أكثر وعيًا، وفي جهله أبلغ علمًا، وعندما يغم الأمر على كثيرين، فإن الفقراء منه، يختارون ببساطة ومن دون تحذلق، الزنازين الرطبة المظلمة الموحشة ويصعدون إلى المشانق وهم يهتفون بحياة الوطن ! "

~جزء من مقدمة الكاتب للكتاب.

-انتهيت من أول قراءة لـ (صلاح عيسى) والحقيقة كانت قراءة ممتعة للغاية..

أقصوصات تاريخية جميلة عن الشعب المصري وما واجهه من " الأشكال الضالة " التي تسلّطت عليه من نهاية فترة حكم المماليك - تقريبا- إلى أحداث ثورة 1919. مرورًا بحكم الدولة العثمانية والأسرة العلويّة ثم الاحتلال الفرنسي والإنجليزي.

-حكايات تظهر النضال والمقاومة.. الظلم والخيانة.. الفرقة و الاجتماع على كلمة واحدة وقت الشدة.. حكايات لا تخلو من خفة دم المصري الذي تعرض للكثير والكثير من المصائب على مدار تاريخه، فقرر أن يستعمل الضحك والمزاح كطريقة أخرى للمقاومة و للصمود.. عرفت احنا ليه شعب ابن نكتة 😃

-الكتاب جميل وخفيف يخلو من ملل القراءات التاريخية و الكاتب حكّاء بامتياز.

أسلوب الكاتب وطريقة الكتاب فكرتني بمسلسل لـ "يحيي الفخراني" اسمه "عباس الأبيض في اليوم الأسود" وشخصية عباس أما كان بيحكي حكايات من التاريخ بطريقة خفيفة تدخل القلب والعقل بكل شغف و حب وفخر ❤️

أولى القراءات للكاتب و أكيد ليست الأخيرة.