اسم العمل:ميازما
الكاتب:هيثم موسى
عدد الصفحات:350
التصنيف: الأوبئة القوطية
صادرة عن دار إبهار للنشر والتوزيع
التقييم:⭐⭐⭐⭐⭐
تدور أحداث الرواية في"فرنسا" تحديدا ًمدينة "مرسيليا"،حيث أبعد جرذ عنك يتواجد على مسافة لا تزيد عن سته أقدام..
تنقسم مرسيليا إلى طبقتين ،المدينة العلوية للنبلاء والسلالات الثرية وأصحاب السلطة ،والسفلية للفقراء والطبقة العاملة ..
بدايةمبهمة لكن تتضاح الرؤية بالتدريج ،من روتين الحياة اليومية الممل إلى صراع مع وباء لعين يقضي على الإنسان خلال ٣ايام ،ويحصد الأرواح كل يوم فتتساقط كأوراق الشجر بالخريف ،يأخذنا الكاتب فى رحلة إلى القرن الرابع عشر ،عبر حقبة مظلمة من التاريخ ،مستعرضاً تأثير وباء "الطاعون" على الطبقات الإجتماعية والنفوس البشرية
(الطاعون) او( الموت الأسود) ،وصل إلى فرنسا على متن سفينة تجارية تحمل على سطحها الجزذان المحملة بالبراغيث.
كائن مجهرى لا يرى بالعين ،قضي على عدد ضحايا يزيد عن ما فعلته الحرب العالمية الأولى والثانية
ليت الإنسان يعلم عظمة وقدرة الخالق ،وأنه دون حول ولا قوة لدفع الشرور عن نفسه
الشخصيات
دارتان : الفارس الوافى الذي يضحى بروحه فداء للماركيز ،ويصبح حارس بالقصر الملكي بعد إصابته بالعجز ، فيعود لزيارة زوجته و إبنته ليجد نفسه محاصر من الموت
ليتحول لقاتل يلقى رصاصة الرحمه على روح ليرحمها من التعذيب ،ويسعى للإنتقام بعد انهيار كل ماكان يؤمن به يوماً وعااش من أجله
ميليسيا:(زوجة دارتان )
شخصية مركبة مثيرة للشفقة والحنق معا ،ألعن قسوتها على نفسها واشفق عليها من تطرفها ومصيرها
جوستاف:صاحب الفك الفتاك و الجسد الضخم الذي يستخدمه دائماً للاستقواء على الضعفاء
ديكارت:"ولي العهد" لا يدخر جهوده للسيطرة وبث الخوف فى النفوس لإحكام قبضته على المدينة .
الجرذان: حياة أخرى لا ندرى عنها الكثير ،لكنهم شاركوا البشر فى المعاناة،والموت ،والمصير المظلم
الغلاف ملم ومتقن ومعبر عن كل عناصر الرواية (الكتاب بيبان من غلافه وعنوانه 😁)
اسلوب الكاتب فى السرد مشوق والحبكة متماسكة وتسلسل احداث سلس وبناء الشخصيات متقن التطور النفسي لكل شخصية مترتب صح والمجهود فى البحث واضح جدا من كمية المصادر والمعلومات الموجودة باعتدال واندماج مع الأحداث (مش مجرد حشو او استعراض)
جاءت النهاية صادمة وواقعية ، نيران الانتقام لا تُفرق.
الوصف الدقيق للمعاناة يجعل الأسئلة تتوالى على عقلك بلا رحمة ..
ماذا نحمل بداخلنا؟ مما صنعت نفوس البشر؟
إلى أى حد يمكن ان يصل فجور الإنسان ؟
ماذا عساه الإنسان يفعل وهو يعلم يقينا ً أن الموت سيطرق بابه عاجلاً أم آجلا ؟
هل سيفكر فى الانتقام ك"دراتان "،ام فى إشباع نفسه من الملاذات ك"جوستاف" أم يذهب هو إليه ك"دانيال "
هل تطهير النفوس من الخطايا بالتطرف ،وايذاء النفس وجلدها ام إحراق المذنبين أحياء سيرفع غضب الرب عنهم؟!
لقد عُطلت العقول (ده لو كان فى عندهم عقول اصلا 🤦🏻)
وتمسكت بأى شئ للنجاة ،حتى اشنع الحلول 🤢(يتعلق الغريق بقشة) لكن ليس إلى ذلك الحد من الجنون..
بالرغم من المشاهد المقززة والوصف الدقيق لبعض المواقف المثيرة للغثيان لم أستطع الفرار من براثن "ميازما" إلا بعد الانتهاء من تلك اللوحة قاتمة الملامح
وككل مرة أقرأ فيها عن نكبة حدثت فى الماضي أسأل ذلك السؤال الذي يبقى معلق فى الهواء دون إجابة
ماذا سأفعل لو كنت هناك ؟؟