أسم العمل :عزبة بركة
أسم الكاتب: أحمد السملاوى
عدد الصفحات:173
التقييم:⭐⭐⭐⭐⭐
صادرة عن دار كتوبيا للنشر والتوزيع
تبدأ الرواية بجمال الشاب يحلم بالسفر إلى بلاد النفط لكنه معلق بين مستقبله وماضيه ، يحمل إرث يثقل كاهله سيرة الجد"بركة" الراجل الذي كان اسطورة ذلك الجبل الراسخ أمام عواصف الحياة ولد دون أب وبعد ولادته ببضع ساعات يصبح دون أم ليرسل الله له "ست ابوها" امه التى ولدته من قلبها كانت له طوق النجاة وكان لها غيث الحياة
حتى اشتد عوده ،وانتفخت عضلاته وزاد طوله وصار شاربه فى وجهه كما الرجال تتركه مع الدنيا وحيدًا ،ثم يقابل "السنيورة " حبيبته ومهجة قلبه التى انرت عتمته وانجب منها" أصيلة"ثمرة قلب أبيها ،زهرة عمره الفواحة ،جل فرحته وسر ضحكته ،هى التى تروى حكايا الماضي والحاضر والمستقبل ،رحلة من بركة إلى حافظ ، ومن حافظ إلى جمال ،نبحر فى دواخلهم بين الحب والكره ، السعادة والحزن ،الرضا والسخط ، لقاء وفقد،رحلة أجيالٍ بين الأب والأبن والحفيد
فى بعض الأحيان تكون أمجاد الأجداد والاباء. عبء يثقل كاهلنا ،يرفع سقف توقعات من حوالنا ،يريدون منا أن نكون نسخة من الكبار ،نحن نسخ مختلفة حتى ولو اجادنا تقمص الدور وسرنا على نفس الدروب لكل منا روحه وشخصيته واحلامه
هل يجب أن يسير الأبناء على نفس درب الآباء ؟
هل يحق لبركة حرمان جمال من التعليم ؟
ايحق له جعله النسخة التى لما يقدر على صنعها من حافظ ام انه يخشي الفقد مرة أخرى ؟
تخرج ارواحنا دون عودة عندما نفقد فلذات أكبادنا
احيانا التطرف في الحب يؤذى من احببنا والافراط فى الخوف عليهم يجعلنا نبنى حولهم الحواجز
بعض الاحلام تقتل أصحابها ،"فادية" قتلها الحلم الذي عاشت له يوم أن تحقق
"حافظ " هل يشعر الإنسان بالغربة في أرضه؟
ما الصواب الاتباع أم التحرر ؟
"ياسين" الحبيب الغائب الحاضر في قلب أصيلة الذي اغلقت من بعده القلب بالمتاريس
كل تلك الشخصيات رسمها الكاتب بإتقان مذهل فى صفحات قليلة جسد ما يدور بداخلهم من صراعات
اسلوب الكاتب رائع سرد سلس وممتع حبكة متقنة ومبهرة لغة فصحى رائعة سردا وحوار بلهجة أهل العزبة (حبيت اللهجة جدااا) دمج مذهل بين التاريخ و الاجتماعية والفلسفة (النكسة ،جمال عبد الناصر ،الحرب،السادات)
اكتر شخصية حبتها هى" أصلية " هى نبع الحنان والحنين
اكتر شخصية حسيتها مظلومة "جمال" شايل شايلة مالوش ذنب فيها لكنها جذوره المغروسة فى أرضه وأرض أجداده
جاءت النهاية منصفة لى حتى ولو حزينة (لقد اختار جمال مستقبله بنفسه لا مرغم)