مالك الحزين
رواية مالك الحزين للكاتب إبراهيم أصلان ليست مجرد عمل أدبي تقليدي، بل تجربة إنسانية شديدة العمق والصدق، تنقل القارئ إلى قلب حيّ الكيت كات الشعبي، حيث تتقاطع مصائر البشر، وتتشكل يومياتهم المغموسة في الفقر، والوحدة، والاغتراب.
لا تسير الرواية على نمط الحبكة الدرامية الكلاسيكية، بل تعتمد على تقنية السرد المجزأ والمشاهد المتناثرة، التي ترسم معًا صورة بانورامية للمجتمع المهمش في القاهرة وهو الأسلوب الذي اشتهر به الكاتب في اغلب رواياته!
ونلاحظ أن الشخصيات تتكامل وتتناثر حول المقهى الشعبي، كمركز روحي وثقافي لأهل الحي، حيث يتحول الحكي العابر إلى شهادة حقيقية على الأحداث والزمن.
من أبرز شخصيات الرواية، شخصية الشيخ حسني، الرجل الكفيف الذي يتحدى فقدان البصر بخفة ظل وسخرية مرة، والذي أصبح لاحقًا أحد أشهر أدوار السينما المصرية بعد أن جسّده الفنان محمود عبد العزيز في الفيلم الشهير “الكيت كات” (1991)، المستوحى من أجواء الرواية. وبالطبع فهذا التحول السينمائي منح الرواية بعدًا شعبيًا أكبر، ورسّخ حضورها في وجدان القرّاء والمشاهدين على حد سواء.
لغة إبراهيم أصلان في مالك الحزين تتسم بالبساطة الشديدة، لكنها تخفي تحت هذا السطح كمًا هائلًا من الإيحاء والشاعرية، في وصف دقيق للمكان والناس، دون افتعال أو تزويق. إنه يكتب كمن يلتقط التفاصيل الصغيرة بعين عاشقٍ صبور، ويمنحها قيمة رمزية وإنسانية عظيمة.
صنفت الرواية ضمن أفضل 100 رواية عربية، واحتلت المرتبة الـ41 في القائمة الرسمية كما أنها فازت بجوائز مثل جائزة طه حسين عام 1989، وجائزة الدولة التقديرية في الآداب عام 2003، وجائزة كفافيس الدولية عام 2005، وغيرها!
بصراحة أعجبني الفيلم أكثر من قراءة الرواية مع إن التفاصيل كانت في الرواية أكثر !!
#فريديات