"امتياز مع مرتبة الشرف" علامة لن يحصدها إلا الذي يكد ويجتهد في حياته.
سمعت مراجعات جيدة على رواية الكاتب الأسبق ولكن لم أكن متحمسة لقرائتها بسبب الخوف من التجربة، حدث وتم الإعلان عن مسابقة تتضمن رواية "مع مرتبة الشرف"، قرأت منها فترة المسابقة 17% فقط ولم أكمل انشغلت بأشياء أخرى، وجاء تحدي مع نادي قراءة "تحدي 7 كتب في 7 أيام" وحسمت الأمر ووضعتها ضمن ال 7 كتب وبالفعل في اليوم الثاني انتهيت منها، شعرت وقتها أن الرواية جاءت في وقتها وأنها تستحق وأكثر المديح الذي كان عليها وقت المسابقة
بعد كل فصل أو أكثر تكون البداية مثل هذا الاقتباس
❞ ستتعلَّم الكثير خلال مشوار الألف ميل تذكَّر خطواتك بدقَّة، ودَوِّن العقبات والصُّعوبات لا تنسَ أبدًا كيف اجتزتها، الواحدة تلو الأخرى تذكَّر جيِّدًا أفضل الطُّرق للوصول؛ فيومًا ما ستَصِف الطَّريق لآخرين تأكَّد أنَّك عند نهاية المشوار، لن تكون أبدًا نفس الشَّخص ❝
وكأن الكاتب يعبّر عن رأيه وشعوره ونظرته في مراحل حياة وليد بمثل هذا الاقتباس الصغير.
مقبلة على محطة هي أهم وأثقل مسؤولية سأحملها في حياتي إلى الآن "ثانوية عامة"، لدي رغبة وإرادة شديدة في أن أجعل والداي مفتخرين وفرحين بي، في حياتهم ما ضغطوا عليّ سواء في مذاكرة أو فترة اختبارات، والدتي مساندة لي في محطات حياتي وهي ستكمل معي هذه أيضًا وواثقة بأنها ستهونها عليّ هي ووالدي يساندني ويحملني على كتفي.... "وليد أبو المكارم" عندما بدأت روايته - مذكراته في وجهة نظري- كان في فترة الثانوية العامة أيضًا، الكل يريده دكتور كما العادة في العائلة التي بدأت منذ تاريخ الملك فاررق، ولكن كشخص يعشق ويميل إلى شيء آخر كالرياضيات وأقسامها العديدة، كسر التقليد المكتسب ووضع هدف أن يلتحق بكلية الهندسة، ويصبح بها دكتور ورئيس للجامعة كما قطع وعده مع أهله.
لم أعاصر أحداث الرواية التي ذكر بعضها حقيقي "الزلزال، بداية الإنترنت، بعض التطبيقات للمراسلة" ، ولكن وصل لي الشعور والانبهار عند كل اكتشاف وكأني كنت أعيش مع وليد كل لحظة يتقدم بها.
صوّر معظم الشباب في أزمة العمل والمال والحب، كل شخص يبحث عن ما يشغله، هناك من يبحث عن فرص العمل لجني المال والعيش، عرضه الكاتب في فترة ما كان وليد يريد أن يكوّن نفسه ليتقدم لحبيبته ومدى معاناته ما بين استكماله لوعده لوالديه أو العمل لكي يجهز الشقة الزهيدة التي اشتراها والده له، كنت أشفق على وليد من جهة الدكتورة التي كانت تقسو عليه والديون التي تراكمت عليه في مقتبل حياته العملية!
رافقني احساس أن التي كان مهيّم بها لا تحبه، ولكن ارتبطت به لأجل أنه مجتهد وناجح في حياته العلمية، لآخر الرواية كان نفس المنظور لم يتغير، حتى الآن بعد أن انتهيت منها... أعتقد الكاتب لم يعط لها مساحة لكي نتعرف على شخصيتها أكثر مثل وليد، كنت أريد تفاصيل أكثر لكي أكون فكرتي عنها.
فترة البحث وقبول استكمال الماجستير في دولة أخرى، كانت من أصعب الفترات، محتار ما بين أن يسافر ويترك وراءه الديون ويضع والده في موقف محرج مع المديون له ابنه، وبين أن يسافر بعد مدة أخرى وبثمن أعلى! وافقته القرار على الرغم من صعوبته.
نهايات الرواية كانت مثل قطعة السكر الأخيرة، فترة نجاحه في الماجستير ونجاحه العلمي الذي كان يتمناه وأكثر، وعندما عاد للدكتورة ووجدها على غير المألوف تستقبله بالحسن ويعرف منها كواليس أخرى شاركته بها في رحلة أبحاثه المرهقة.
أسلوب الكاتب مريح ومميز، كانت الجربة الأولى مع قلمه ولن تكن الأخيرة.
لغة سلسة بسرد بسيط وأحداث وتيرتها متوسطة.
تقييم: 4/5
اقتباسات:
❞ كلنا يبحث عن السَّعادة وعن الحياة، وعن نصفه الآخر، وعن النَّجاح والأموال والتحقق، كلنا يبحث بشكلٍ أو بآخر عن الحياة، بغموضها وأسرارها، وعن حياة أخرى يُؤمِن بها وينتظرها. ❝
❞ في الحياة ثمَّة لحظات لا تُنسى. تمرّ السّنوات وتبقى بعض الذِّكريات واللقطات والأحداث كشريط سينمائي لفيلمٍ مُسجَّلٍ بالذَّاكرة، نُعيده طوال الوقت. بين مواقف وشخوص، تتجمَّد الصّورة أحيانًا عند لقطةٍ واحدةٍ. لحظة عابرة مرَّت سريعًا، لكنَّها نُقِشت في الذَّاكرة. وقت وقوعها لا نُدرك أهميَّتها. كُلّما مرّ الزّمن، تزداد قيمة تلك اللحظة، ونشعُر بالحنين إليها ونُعيدها مرارًا في ذاكرتنا. أحيانًا نُضيف بعض التَّفاصيل التي لم تحدُث أصلًا. ستظلّ بعض الصِّور والذِّكريات عالقةً في ذاكرتي ما حييت ❝
❞ قِيل قديمًا: إنَّ مشوار الألف مِيل يبدأ بخطوة. ما لم يقُله لك أحدٌ: إنَّ هذا المشوار لن يتم أبدًا إلا لو جاءت تلك الخطوة في الاتِّجاه الصَّحيح. ولهذا؛ فقبل أن تبدأ، عليك بتحديد الوجهة والاتِّجاه بدقَّة، بعدها فقط توكَّل على الله، وخُذْ نَفَسًا عميقًا، وابدأ خطوتك الأولى. تقدَّم في ثقة، وصدِّقني، ستقطع آلاف الأميال دون أن تشعُر، وستصل إلى وجهتك❝
❞ الأصعب مِن اختيارك خوض مغامرةٍ في طريق مجهول، هو أن تُقرّر اجتياز الطّريق وحدك تمامًا❝