❞ وستبقى الرصاصة في جيبي ما دام هناك يهودي على أرضي.. إن أرضي تبدأ من سيناء. ❝
أحب كثيرًا قراءة الروايات التي تحولت إلى أفلام. أشاهد الفيلم أولًا ثم أقرأ الرواية وفي أحيان أخرى أقرأ العمل الأدبي أولًا لا لأقارن بينهما ولكن لأستمتع بكليهما كل بطريقته.
البطل هنا شاب مصري عاش نكسة 67 من انكسار وهزيمة وما تلاها من حرب الاستنزاف وصولًا إلى نصر أكتوبر سنة 73. يحتفظ برصاصة داخل جيبه كرمز للثأر من عدوه الأكبر الذي احتل وطنه، ومن عدوه الآخر عباس الذي احتل قريته ويتحكم في الجمعية التعاونية وامتدت يده حتى طالت حبيبته فاطمة.
البطل هنا يعيش صراعًا بين وطنين
وطنه الأصغر قريته، مسقط رأسه وانتمائه الأول. واجه احتلالًا على يد عباس الذي انتهك شرف المكان وطالت يده فاطمة. هذا الجرح الغائر كان دافعه الأساسي في طريقه للثأر. ووطنه الأكبر مصر التي تمثل الانتماء الأوسع والهوية القومية. فقد شكل احتلال سيناء جرحًا وطنيًا غائرًا فأصبح ذلك دافعًا مضاعفًا لاستعادة الأرض والكرامة المسلوبة.
الرواية مليئة بمزيج من عدة مشاعر: الغضب، السخط، الشعور بالعار، التصميم، والقتال، حتى نصل إلى الفرحة والشعور بالنصر.
تجمع بين الحب والحرب، وبين التحول النفسي من الهزيمة للنصر.
تطور الشخصيات رائع ويظهر جليًا في شخصية كلا من البطل وفاطمة إذ تتطور بتطور الأحداث.
البطل الذي بلا اسم فقد اعتمد الكاتب السرد بضمير المتكلم. غياب اسم البطل هنا للدلالة على أن البطل ليس فردًا بعينه، بل هو الجندي المجهول الذي يمثل كل مصري عاش آثار النكسة وشارك في الحرب. إنها هوية جمعية، صوت جيل كامل، ليس ثأره وحده بل ثأر جميع المصريين.
فاطمة تطورت شخصيتها ما بين البراءة والصمود ثم استعادة الكرامة. تزامنت الأحداث التي صارت معها مع أحداث الحرب ما بين النكسة وحرب الاستنزاف حتى نصر أكتوبر واسترداد الأرض والكرامة.
الرواية مليئة وغنية بالرموز
فاطمة تمثل الأرض والوطن الذي يجب الدفاع عنه، والثأر له من الانتهاك الذي طاله والذي كان إسقاطًا مباشرًا لما حدث من احتلال للوطن في النكسة.
الرصاصة هي الثأر المؤجل، والعهد الذي لم ينقض. فهي الوعد الذي قطعه البطل على نفسه للثأر والتحرير.
هذه ليست رواية عن الحرب فقط بل رمزية لجرح وطن وتعافيه، وحكاية جيل عاش بين انكسار النكسة وانتصار العبور.
#شغف_الكتب
#فنجان_قهوة_وكتاب
#شغف_الكتب_الموسم_الخامس