- في هذه الرواية مارست د ريم عادتها بمزج حكايا التاريخ بالسياق الدرامي الروائي لتخرج لنا عمل أدبي فريد

- الرواية تلقي الضوء على فترة تاريخية مظلمة أخرى من تاريخ مصر (الاحتلال الانجليزي لمصر ) من خلال سياق تخيلي لأبطال الرواية المعاصرين لهذه الفترة الزمنية

- قارن الكثير بين هذه الرواية و الرواية السابقة لها ذات التأثير الكبير (اولاد الناس) وهي في رأيي مقارنة ظالمة فرغم بعض أوجه التشابه هناك الكثير جدا من الاختلاف فدعنا نقييم كل رواية وحدها

- الفكرة الرئيسية للرواية هي السعي و المحاولة وعدم التوقف رغم الفشل ، يتزامن انتهائي من قراءة الرواية بالأمس على استيقاظي اليوم على خبر مفجع آخر من غزة و هو استشهاد صحفيو قناة الجزيرة أنس الشريف و زملاؤه بقصف مباشر من الاحتلال يستهدفهم

- لم يحضر أنس وزملاؤه نهاية الحرب ولا هزيمة الصهاينة ولا إعادة إعمار غزة كما لم تحضر جليلة نهاية الدين الظالم الذي أثقل كاهلها لما يزيد عن ٢٠ عاما ولم تشهد نهاية الاحتلال الانجليزي لمصر ولم يحضر حسن عودة الأرض والمياه لأصحابها (مصر وقناة السويس) و لكنهم حاولوا و لم يستسلموا صنعوا شعاع نور وسط ظلام دامس حتى ولو لم يستمر طويلا ولم يبدد العتمة بالكامل فخَلَفَهم من يكمل المسيرة واقتبس من الرواية(هي أيام معدودات)

- لم يهزم حسن قط لأنه حاول و لم تهزم جليلة قط لأنها حاولت فانتصاراتهم الصغيرة جزء من الانتصار الكبير الذي حل بعد سنوات عديدة و كل من مات سائراً على الدرب فاز

- استعصت بعض الأجزاء في الرواية على فهمي ولا أقصد الجزء الخاص بتناسخ الأرواح أو ما شابه وعموما هذا لم يؤثر باستمتاعي واستفادتي من الرواية بشكل عام

- انتقد الكثير قصة الحب الغربية التي تتخلل الاحداث بين حسن وجليلة و أيضا تم مقارنتها بمثيلاتها برواية أولاد الناس ، بالطبع لي مآخذي على الرواية فالكمال لله وحده و لو قرأت هذه الرواية وأجرؤ على القول أي رواية ل د ريم من دون سابق معرفة بأنها الكاتبة لتعرفت على أسلوبها في الحال ، أقصد فقط لنقلل النقد قليلا هي في النهاية رواية وليست واقع و بالتأكيد هي أقل وطأة بكثير من مثيلاتها برواية أولاد الناس لاسيما الحكاية الثالثة و الأخيرة والأكثر وجعاً برواية أولاد الناس ، و قولوا لي كم عدد الذين سيُقبلون على قراءة كتاب تاريخي بحت بدون سياق درامي ؟!

- لنأخذ أفضل ما في الرواية و هي الرؤية العامة (السعي ففيه انتصار و لو صغير و لو تبعته هزيمة او هزائم ) و الثقب الصغير في الجدار سيليه ثقب صغير آخر فآخر فآخر إلى أن يتهدم الجدار بالكامل .