#المراجعة_الأولى
#شغف_الكتب
#شغف_الكتب_الموسم_الخامس
ريهام محمود
مراجعة لـ رواية "الأرض التي ملكت قلبي للكاتب محمد المشد"
التصنيف "رواية تاريخية.. اجتماعية"
الصادرة عن دار نشر دار دَوِّن للنشر والتوزيع Dawen Publishers
"إلى الذين تجرعوا مرارة السخرة في كل زمان ومكان"
حين تبدأ في قراءة "الأرض التي ملكت قلبي"، تدرك سريعًا أنّك أمام رواية لا تسعى إلى إبهارك بالحبكة، بقدر ما تحاول أن تُقربك من وجعٍ حقيقي وممتد. وجع الأرض والناس… وجع الإنسان حين يُصبح رقمًا في مشروع استعماري لا يراه إلا ترسًا صغيرًا في آلة كبيرة.
.
.
الرواية تدور في مصر خلال النصف الثاني من القرن التاسع عشر، في زمن حفر قناة السويس، حيث كان الفلاح المصري يُساق إلى السُّخرة دون أن يملك حق الرفض أو حتى السؤال.
من هذا السياق تختار الرواية أن تنطلق، عبر شخصية "موسى"، الشاب القروي الذي لا يحمل في بداية الرواية إلا البراءة، والإيمان، والارتباط بأرضه وعائلته.
لكن ما تفعله الرواية ببراعة، هو أنها لا تكتفي بسرد القهر كحدث تاريخي، بل تضعه في صلب التحوّل الإنساني للشخصية. موسى لا يتحوّل إلى بطل خارق، بل إلى رجل مجروح، عاشق، حائر بين الحب والثأر، بين إيمانه العميق بما تربّى عليه، وشكّه المتصاعد في العالم من حوله.
الرواية كذلك لا تسير على نمط الحكايات العاطفية المعتادة؛
فـ"ڤيوليت"، الفتاة الفرنسية التي تقع في حب موسى،
ليست مجرد عنصر رومانسي تقليدي
بل رمز للتناقض.
تمثل العالم الغريب، الغازي، وأيضًا العالم الذي يُمكن أن يُدهشك بلُطْفه وجماله.
من خلال هذا الحب، يكشف الكاتب عن صراع أوسع:
هل الإنسان قادر على تجاوز الحدود التي رسمها له التاريخ؟
هل الحب كافٍ لأن يُنقذ القلب من شظايا الظلم؟
الرواية لا تجيب بشكلٍ مباشر، لكنها تطرح الأسئلة بصدق..
أسلوب الكاتب تميز بالبساطة العميقة.
اللغة شاعرية دون افتعال، وفيها مقاطع تأملية تمسّ القارئ من الداخل دون أن تغرقه في استعارات ثقيلة. لا يحاول الكاتب أن يُظهر ثقافته أو يفرض رؤيته، بل يترك الأحداث تنمو بتؤدة، وتكشف عن معانيها بالتدريج.
هناك شيء عفوي في السرد، يجعلك تصدّق الشخصيات حتى وإن لم تكن مركّبة أو معقّدة. العمق في هذه الرواية لا يأتي من الحبكة، بل من الصدق. كل جملة تقريبًا تبدو وكأنها كُتبت بروح شخص جرّب، وتألم، وقرر أن يحك ليشهد القارئ على ما كان.
.
.
.. ما يميز الرواية:
الاشتباك مع التاريخ دون تنظير: الرواية لا تُلقّن القارئ درسًا سياسيًا، لكنها تجعله يرى المأساة بعين القلب.
النغمة العاطفية المتّزنة: لا رومانسية مبتذلة، ولا قسوة متصنعة.
السرد البصري الناعم: مشاهد كثيرة تُشبه السينما.
.
.
.. ما يؤخذ عليها:
في بعض المواضع، تبدو الشخصيات الثانوية سطحية أو وظيفية، لم تُمنح وقتًا كافيًا للتطوّر.
.. اقتباسات أعجبتني
"البقاء هلاك والتقدم مهلكة، ولكني أفضل الموت لمنتصف الطريق على أن أموت مكاني منتظرًا، ربما نصل.."
"من تجرع مرارة شيء لن يبدي اندهاشه عند تكراره"
"مهما ضاقت بك الأيام لا تلعنها، وأعلم أن الدنيا امتحان وليست مستقرًا، وبقدر صبرك علي بلاء دار الزيف يبنى لك بيتًا في دار الحق "
" - تشبهين فرنسا يافيوليت.
- كيف؟
-ملامحك رقيقة، كلامك منمق، تقتلين وأنتِ مبتسمة، تسمين الاحتلال تحضرًا، وتسمين شراكة الخونة تعاونا دوليًا "
#فنجان_قهوة_وكتاب