الريفيو الرابع

اسم الكتاب: توفيق الدقن (العبقري المظلوم حياً وميتاً)

المؤلف: رشدي الدقن

دار النشر: دار ريشة للنشر والتوزيع

يأخذنا هذا الكتاب إلى جانب مختلف تمامًا من حياة الفنان الكبير توفيق الدقن، الوجه الذي لا يعرفه الكثيرون؛ وجه الرحمة والعطف على الحيوانات. فقد كان يومه لا يمر دون أن يطعم قطط وكلاب الشارع، حتى اعتادت هذه الحيوانات على موعد عودته إلى المنزل. كما نكتشف أنه تحمّل مسؤولية أسرته بعد وفاة والده، ولم يتزوج إلا بعد أن زوّج أخواته الستة، وكان بارًا بوالدته، التي شجّعته على دخول عالم التمثيل، على عكس الشائعة التي تقول إنها ماتت وهي غاضبة منه.

الكتاب يكشف أيضًا عن موهبة الدقن الرياضية؛ فقد كان بطل ملاكمة ولاعب كرة قدم، حتى أنه رفض الانضمام للأهلي والزمالك في ذلك الوقت. كما يدحض الكاتب إشاعة أخرى تقول إنه لم يحضر دفن شقيقته بسبب ارتباطه بالمسرح، موضحًا أن جميع أشقائه توفوا بعده، وليس قبله.

من خلال الصفحات، نتعرف على صداقاته القوية مع محمود المليجي ورشدي أباظة، وعلى أعماله المسرحية والسينمائية والإذاعية، التي تجاوزت الـ500 عمل. اللافت أن بعض الجمل التي نرددها في حياتنا اليومية دون أن نعرف صاحبها، كانت من كلماته، مثل:

❝ خدوهم فقرا تفتقروا أكتر ❞

❝ الناس كلها بقت فتوات.. أُمَّال مين اللي هيضرب ❞

الكتاب ممتع ومليء بالتفاصيل التي تجعلك ترغب في مشاهدة أعماله من جديد. لكنه يتضمن نقطة مثيرة للتوقف؛ إذ ينفي الكاتب في البداية ما تردد عن سمعته السيئة وشربه للخمر، ثم يعود لاحقًا ليذكر أنه مرّ بفترة قلة تقدير دفعته فعلًا لشرب الخمر والدخول في مشاكل، قبل أن يتوب ويدرك خطأه. هذا التناقض قد يربك القارئ، لكنه لا يقلل من قيمة العمل ككل.

في النهاية، الكتاب يفتح نافذة على حياة فنان عبقري لم ينل التقدير الكافي، ويجعل القارئ يكتشف جوانب إنسانية وفنية ربما لم يعرفها من قبل.

#شغف_الكتب

#شغف_الكتب_الموسم_الخامس

#فنجان_قهوة_وكتاب

#ابجد