سماعة أذن تكفي للذعر > مراجعات رواية سماعة أذن تكفي للذعر > مراجعة Mohammed elshokhaiby

سماعة أذن تكفي للذعر - لبنى حماد
تحميل الكتاب

سماعة أذن تكفي للذعر

تأليف (تأليف) 4.3
تحميل الكتاب
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
5

مراجعة كتاب

سماعة أذن تكفي للذعر

تأليف: لبنى حمَّاد Lobna M. Hammad II

صادر عن: دار سين للنشر والتوزيع

النوع: جريمة / رعب / تشويق

الإصدار: 2024

عدد الصفحات: 240 صفحة Abjjad | أبجد

اللغة: فصحى سردًا والعامية حوارًا

عن الكاتبة: كاتبة روائية مصرية، صدر لها المجموعة القصصية الساخرة "ماما دوت شو"، والمجموعة القصصية "ذلك المنزل المجاور"، ورواية "فتاة تندر".

"ما الذي أغلق الباب؟ أو السؤال الأوقع ... من الذي فتح لي الباب؟ فهذا الباب لطالما كان موصدًا منذ طفولتي، لماذا فتح الآن بالذات؟ولماذا فتح لي أنا دونًا عن باقي أهل البيت؟ وكأن شيئًا ما يوجهني لاستكشاف الغرفة التي لم أرها من قبل في حياتي. والأهم أنني لم آتِ هنا إلا بعدما سمعت حفيف الأقدام."

◾️فكرة الرواية:

"تحدث الشيء بصوت مبحوح منخفض: امشي ورا ودنك... امشي ورا ودنك."

تدور فكرة الرواية الرئيسية حول سؤال هام جدًا، هل يمكن لقتـ ـلة متسلــسلين القيام بمجموعة من جرائـ ـم القتـ ـل ما بين حقبة الستينات حتى بداية حقبة الثمانينات ولا يتم اكتشافهم إلا من خلال سماعة أذن صغيرة؟

يتخلل الفكرة الرئيسية أفكار فرعية مثل فكرة العنـ ـف الأسري، الخيــانة الزوجية، الثأر أو الانتـ ـقام، شعور الجريـ ـمة الأولى، ظهور الأشباح في حياة أشخاص لهم ظروف خاصة.

◾️الحبكة:

بمقدمة خاطفة وتنقل سلس للأحداث، وكأنها مشاهد تراها بعينيك، تحكي لنا الكاتبة قصة ناريمان السيدة الأرستقراطية الجميلة ذات الملامح الملائكية التي تزوجت من رجل اعتاد أن يضـ ـربها بدون مراعاة لوجود ابنته، توفى إثر مرض غير معروف، لكن التحريات لم تسفر عن أي دليل لإدانة الزوجة، التي تحولت إلى دكتورة ناريمان صاحبة الخلطات السحرية التى لم تكمل جامعتها.

وفيـ ـات متفرقة لأزواج زبائن ناريمان هانم، سيدات تعاني من سوء معاملة أزواج خائـ ـنين متعددي العلاقات، فهل هناك شيء غامض في كل هذا؟

مع الجدة ناريمان تعيش حفيدتها ليلى - يتيمة الأب والأم - بقصر كفر عبده بالإسكندرية، ليلى فتاة نصف صماء تستخدم سماعتها الجديدة التي قلبت حياتها رأسًا على عقب، فكانت تبوح لها بأسرارها، تسمعها أصوات لا أحد يسمعها أو قطعة موسيقية تعزف بمكان ما بالقصر، فهل هناك شبح يحاول التواصل معها ليسمعها أصوات المو تى أم يقودها لمعرفة الحقائق حولها ويكشف لها أسرار الماضي الدفين؟

كل ذلك من خلال أحداث مملؤة بالذعر والتشويق والإثارة، عن سلسلة من جرائـ ـم قتـ ـل بدأت في الستينات راح ضحـيتها أكثر من مائة رجل بأدوات مختلفة وظهور لأشباح بعضهم في الزمن الحالي، ولم تتغافل عن الجانب الاجتماعي أو الرومانسي في أحداثها.

◾️الشخصيات:

شخصياتها رئيسية مثل "ناريمان" (الجدة)، و"ليلى" (الحفيدة)، و"رضا " (الخادمة)، والأزواج وهم (مراد باشا، المقدم صلاح فخري، الدكتور إسماعيل)، وشخصيات ثانوية كثيرة ما بين أقارب وخدم وأزواج وزوجات ومحققين وعســكر، مع وصف ظاهري واجتماعي ونفسي مميز لتلك الشخصيات بالإضافة لاختيار جيد للأسماء.

◾️السرد:

السرد مشوق يثير العقل، حيث استخدمت الكاتبة تقنية تعدد الرواة (الأصوات) بحرفية تامة وكأن الرواة على مسرح كبير يسلمون مشاهد الرواية كلًا للآخر من وجهة نظره، لتحكي لنا بأسلوب تشويقي مثير، فنجد ليلي تحكي بالوقت الحاضر بصوت الراوي المتكلم، ثم تنقل لجدتها ناريمان لتنقلنا معها لأحداث الماضي وبداية القصة، تتبعها الخادمة رضا لتكمل ما بدأته ناريمان، ثم تظهر الشخصيات تباعًا المقدم صلاح فخري ثم الدكتور إسماعيل ثم المحقق والعسكرى، وفي الختام تنهي ليلى كما بدأت، وكأن كل جيل يسلم الحكاية للجيل التالي حتى نصل للوقت الحاضر.

ذكرتني بفيلم weapons والذي صدر شهر أغسطس 2025، حيث استخدم المخرج تلك التقنية في عرضه لأحداث الفيلم، حتى ذكر اسم كل ممثل قبل مشهده ليقوم بسرد الواقعة الرئيسية من رؤيته وزاويته الخاصة.

أعجبني أيضًا أن بعضهم يتحدث إلى القراء ويسألهم. بالإضافة لاستخدام الكاتبة لأسلوب الحوار الداخلي (النفسي) في السرد عندما أرادت ليلى أن تدخلنا إلى عالم والدها.

أما عن الحوارات فكانت بسيطة وقصيرة ومتوزانة بلغة عامية مقبولة (عجبني أوي لغة حوار الخادم عثمان وهو يتحدث مع هانم القصر).

◾️الزمان والمكان:

تنقلت الكاتبة بالزمن من الماضي (1954) إلى الحاضر عام (2015) بسلاسة رائعة غير مربكة.

قدمت الرأي والرأي الآخر بطريقة احترافية وكأنها تحكي عن التحولات الاجتماعية في مصر منذ ثــورة يوليو (1952) وحتى العصر الحاضر. فتتصاعد السنوات بالتاريخ الماضي حتى تتلاحق بالأحداث للوقت الحاضر. وكأنها تحكي عن ثلاثة أجيال زمنية مختلفة لأسرة واحدة، السيتينات والثمانينات والوقت الحاضر، فنراها تتنقل ما بين ثــورة الضبــاط الأحرار والطبقات الاجتماعية وقانون الإصلاح الزراعي والاشتراكية والإقطــاعيين والفلاحين وعصر رجال الثورة وأصحاب النفوذ الجدد، حياة البشوات والهوانم والخدم ولجان المصادرة وحياة القصور، ثم نقلتنا إلى عصر الاعتقـ ـالات القسرية وانتفــاضة (1977) وعناصر الفتــنة الطائـ ـفية حتى العصر الحالي.

استخدام الكاتبة لتقنيتَي الاسترجاع والاستباق بحرفية.

أما عن المكان فتنقلت الكاتبة ما بين قصر آل مرغني بالزمالك إلى فيلا العقيد صلاح فخري بمنطقة كفر عبده بالإسكندرية مقر جرائـ ـم القتـ ـل.

◾️الوصف والتشبيه:

وصف وتشبيه أكثر من رائع حيث تنوعت الجمل الوصفية والتشبيهات.

◾️العنوان والغلاف:

عنوان مناسب معبر عن بطلة الرواية، والغلاف يصور أهم العناصر المؤثرة في الرواية (السماعة والدماء والبيانو) بألوان مناسبة الأسود والذهبي.

◾️الصراعات:

تثير الرواية كثير من الصــراعات الاجتماعية منذ عهد الثــورة وتساؤلات منها:

- هل هي ثــورة عظيمة أم انقلاب؟

- كيف تطورت علاقة صلاح ونازلي هانم من رجل وحماته المستقبلية إلى رجل وعشيــقته المتزوجة؟

- ما سر زبائن ناريمان هانم ونباتاتها ومعملها، وزجاجاتها الخضراء؟ وما سر اجتماع كل هؤلاء الأرامـل حولها؟ هل هناك سر بينهم أقسموا بعدم البوح به؟ هل هناك سر تخفيه وراء ستار مستحضرات التجميل ودهانات البشرة؟ وهل سيكتشف السر أم سيذهب معهم إلى القــبر؟ هل الخلاص (وقت الوفــاة) جاء بصورة ربانية لا دخل للنساء بها، أم هم حفنة من القتـ ـلة؟!

- هل ناريمان قاتـ ـلة ولا أحد يعرف حقيقتها، ومساعدتها رضا التي تتظاهر بالضعف أم هم أشد بأسًا من ريا وسكينة؟

- ما سر الكيــان الأسـود الذي لا يؤذي ليلى عندما تراه وإنما يحاول أن يقودها إلى شيء ما؟ وهل ليلى أول شخص يُحكى له أم أن هناك آخرون؟ ولماذا ظهر لها الآن؟

- ما سر الغرفة وهل هناك شيء غير طبيعي يحدث بها أم ليلى مجنـ ـونة وتحتاج دكتور نفسي كما نصحتها جدتها؟

- هل سيكون القصر شاهدًا على وفــاة جميع أفراد أسرة ليلى؟

◾️اقتباسات:

✔️ صرختُ في الظلام وأنا أسند ظهري للحائط لأحمي نفسي، وفجأة أطبقت قبضة باردة كالثلج على ذراعي فتعالت صرختي وسقطت فاقدة الوعي.

✔️ سرعان ما تحرك بسرعة الضوء وعبر من خلال جسدي، كاد قلبي أن يتوقف لحظة مروره بداخلي وما أن صار خلفي استدرت فلمس ذراعي لمسة خفيفة كانت كافية ليتجمد جسدي ومضى إلى الأمام فشعرت أنه يريدني أن أتبعه، فتبعته راجفة.

✔️ هناك. كان يجلس مصدر الصوت... هيكل عظمي يرتدي قميص نوم أخضر اللون ذو أكمام طويلة وسلسلة الفراشة.

✔️ لكن ما أخذ عيني للوهلة الأولى حين وقفت على باب غرفتها هو حائط الغرفة الصغيرة هناك ما يقرب من مئة اسم رجل، كتبهم أحدهم بالطباشير الأبيض بخط كبير ليملأ الحائط.

✔️ المـ وت هيطولنا كلنا يا رضا... كل واحد وله ساعته... واحنا مخدناش من عمرهم يوم زيادة عن معادهم... هكذا كانت مقولتها الشهيرة.

✔️ لقد تعاهدنا أنا وهي على عدم إدخال رجال آخرين للمنزل بعد أن تعلمنا الدرس جيدًا، لا شيء يأتي من وراء الرجال سوى الخراب.

✔️ إن السر يكمن في التدرج.

◾️الخاتمة:

بعد أن عرضت علينا الكاتبة كشفًا للأحداث وأجابت عن جميع الأسئلة خلال روايتها، إلا أن هناك جزء بالنهاية من النوع المفتوح يبدو معه أن الكاتبة أرادت أن يكون للسماعة أجزاء أخرى(سلسلة)، فرأت أنها لن تكف عن التقاط استغاثات الأشباح.

◾️الرأي:

الكاتبة لها نبرتها الخاصة الجذابة، قدمت رواية ممتعة ومثيرة، بفكرة مميزة، قامت بحبكتها بطريقة محكمة بأحداث مترابطة ومتصاعدة ومشاهد مؤثرة لا تنسى، أسلوبها السردي شيق بلغة جيدة وحوارات عامية بسيطة، قدمتها من خلال شخصيات واقعية تفاعلت وتعاطفت معها وأحببتها، رواية مليئة بالتحولات الدرامية، ونهاية مرضية يتبعها توقعات مستقبلية عن أعمال الكاتبة وإمكانية جعلها سلسلة روايات للبطلة (أقصد السماعة).

أفضل مشهد تأثرت به في الرواية (مشهد ناهد وهي تحفر الأرض باكية بحرقة لتخرج زوجها من قبـره، على الرغم من أنها بشهرها التاسع من الحمل إلا أنها حفرت وأزاحت التراب عن رأسه ثم صدره، ثم تلا ذلك صرخاتها بألم الولادة). وأتمنى أن تقوم الكاتبة بالتسويق لهذه الرواية لخروجها في صورة عمل درامي.

كتاب يستحق القراءة ومناسب لجميع الأعمار، وتقييمي له 5/4.7.

إلى الملتقى في مراجعة أخرى

د.محمد الشخيبي

Facebook Twitter Link .
1 يوافقون
اضف تعليق