عودة إلى العملاق د. نبيل فاروق في بداية سلسلة جديدة تحمل بصمته المميزة.. سلسلة الفريق صفر..

حقيقةً، كقارئة لمعظم أعمال د. نبيل فاروق إن لم يكن كلها، غمرتني مشاعر قوية أثناء القراءة تباينت ما بين النوستالجيا والحنين إلى تلك الفترة المبكرة من حياتنا -نحن جيل الثمانينات- والتي شكلت كتاباته جزءًا كبيرًا منها، وما بين الحماس للأحداث المشوقة التي يحملها سرده السلس ويزيدها أسلوبه الفريد إمتاعًا..

بدون نية حقيقية لكتابة مراجعة أو وضع تقييم، بدأت القراءة، لأنهي الكتاب سريعاً وكلي عزم على إبداء رأيي المتواضع.. لا لأذكر ملخص القصة وأقيم الأسلوب والحبكة، وأنما لألقي الضوء على أحد أهم الأسباب التي جعلت من د. نبيل فاروق أحد أهم المؤثرين في نفوس اليافعة والشباب لفترة تجاوزت الثلاثة عقود..

دعونا نلقي بعض الأسئلة..

لماذا اقتصرت الرابطة بين يوسف المهندس المختطف ونجيب صاحب الشركة، على العمل فقط؟! الأقرب للمنطق من وجهة النظر الأكثر نضجاً وواقعية أن تكون هناك رابطة أخرى، كأن يكون قريباً من الدرجة الأولى أو الثانية على الأقل، أو أي سببٍ قويٍ آخر ليكون التفاني في رغبة إنقاذه منطقيًا مبررًا..

لماذا استخدم ياسر محلولًا غير قاتل مدعومًا بتأثير الايهام فقط ليستجوب المرتزقة؟! رغم أنهم قتلة لا يستحقون سوى الموت..

لماذا انطلقت الرصاصات من أفراد الفريق لتطيح بأسلحة الأعداء بدلًا من رءوسهم؟!

وغيرها الكثير.. والجواب هو.. صنع القدوة..

لقد برع د. نبيل فاروق في صنع القدوة للشباب عبر جميع كتاباته رغم تباينها الشديد، وقدم لهم المتعة والإفادة في كل قالبٍ ممكن.. البوليسية والجاسوسية، الأكشن والإثارة، التاريخ، الخيال العلمي وحتى الفانتازيا.. وما أشد احتياج شبابنا لهذه القدوات في زمنٍ صعب غاب فيه كل شيءٍ ذي قيمة..

لا أنسى أبدا كلمات د. أحمد خالد توفيق عنه وصفه لقلمه بأنه حقق معادلةً في غاية الصعوبة ووفر لأجيال كتابات احتلت الفراغ الشاسع بين مجلات ميكي وفلاش وبين كتب الرافعي ونجيب محفوظ..

بفضل مجهودات هذين العملاقين، تأهلت أجيال كثيرة لتذوق الأدب الأكثر عمقاً والأثرى لغةً، بل وأنتجت أدباء حقيقيين تسلموا الراية في حقبة جديدة أكثر تحديًا وصعوبة..

أما الأروع والأهم على الإطلاق فهو.. حب الوطن..

قلما تجد قصةً أو رواية ل د. نبيل فاروق إلا ووجدت فيها روحًا قوية -ورغم ذلك خفية غير محسوسة أو موجهة- تلف الأحداث تهتف باسم مصر وتتفانى في حماية هيبة الوطن.. وهكذا حقًا تُبنى الأجيال..

"قلب الجحيم" رحلة قصيرة ممتعة سأتبعها بالتأكيد بالجزء التالي وأرشحها لأبنائي لتكون مغامرة جديدة تضاف لمغامراتهم في العالم العملاق.. عالم د. نبيل فاروق

#قلب_الجحيم

#سلسلة_الفريق_صفر

#أماني الصغير