#شغف_الكتب_الموسم_الخامس
#فنجان_قهوة_وكتاب
❞لم يعد بوسع الناس تحمّل المشاعر الصادقة إذا صادفوها، إنها تؤذيهم.. تذكرهم بفقر مشاعرهم وزيفها❝
المرض النفسي والخلافات العائلية قادرة أن تشتت حل قضية قتـ.. ـل قرد وشخص آخر...!
أحداث تجعلك تفكر وترتاب في الإنسان وما وصل إليه من جشع وطمع وغيرة وحقد!
في رواية "جثتان والثالثة عند قدمي" للكاتبة نهى داود الصادرة عن الدار المصرية اللبنانية في 320 صفحة تحبك الكاتبة قضية من أكثر القضايا التي رأيتها تعقيدًا في روايات نهى داود في ما قرأت إلى الآن.
كما اعتدنا من الكاتبة على رواية من أدب الجريمة أتت في هذه المرة تحمل عدة تصنيفات بداخلها (نفسي، إثارة، بوليسي، إجتماعي).
تتركك تفكر هل للحقيقة ألوان وأشكال؟ فأنت ستسمع عن نفس الشخص من نفس المدينة أشياء مختلفة غير الذي يتحدث بها!،
تطرح الرواية مواضيع وجوانب مختلفة لتصنع خيط محبوك لا يُمل منه
"الجانب الاجتماعي"
نتعرف في هذه القضية على شخصيتين محوريتين في الأحداث "عاصم" المقدم و "ندى" التي تعمل في جريدة صحيفية ولكنها تهوى علم النفس وتعمل جاهدة لكي تتقدم فيه، تريد الكاتبة أن تهيأ الجو لكي نتعلق بعلاقة الشخصيتين لأننا يمكن أن نراهم مرة أخرى، بما أني قد قرأت رواية "ذبابة زرقاء" قبل هذه فعلاقة عاصم وندى هنا مشوشة ومتوترة ولا يوجد بها ما كان في "ذبابة زرقاء" من تقدم وأحداث أكثر.
علاقة "شيرين" و "ندى" كانت من أكثر الأشياء التي أعجبتني في الرواية، علاقتهم فيها من الحب الكثير، وسند الأخت لأختها في مواقف مثل إنها لم توافق أن تتركها تذهب لنجية بمفردها، وعند عزومها على الذهاب للتعرف بشكل أعمق على أهل نجية لم تتركها وساندتها في رحلة حل القضية من بداية مشهد قراءة المذكرات التي كتبتها نجية واستيقاظ شيرين منزعجة من أختها ولكنها استمعت إلى ما تقرأه ندى إلى أن وصلنا للنهاية وحل هذه القضية المربكة.
كانت علاقتهم الركن الدافء في الرواية.
حياة "نجية" وصراعها الدائم سواء مع التنمر أو التآمر عليها، واجهت نجية صعوبات مريرة في حياتها أودت بها إلى ذهاب عقلها وقلة تركيزها وإصابتها بأمراض وتهيؤات جعلتها منبوذة في علاقاتها، كم قسى عليها الزمن؟ وكم قسى عليها أفراد عائلتها وأصحابها؟ كيف تحملت كل الأوجاع دون أن تنتحـ... ـر؟
تكتب لنا نجية مذكراتها في فترة مرضها فهل بكت عندما كانت تكتب إلى أي مدى هي عُذبت؟
أو كيف كانت قادرة على كتابة مذكرات كهذه التي بدأت بها الكاتبة أول مشهد في الرواية!
نجية ضحية للتنمر والأهل والطمع.
"جانب نفسي"
حياة نجية كانت أفضل ما أحاكته الكاتبة في الرواية، بداية من صعاب طفولتها وصولًا لاتهامها بالقتـ...ـل.
شعرت بالربكة بسبب الخط النفسي الذي كان في الرواية، كما كانت ندى متحيرة في شخصية نجية وماهيتها كنت أنا كذلك مشتتة فكيف لي أحكم على نجية بعد الماضي التي ذكرته هي؟ وتفكيري كان مع شيرين في هل ما تحكيه هو الحقيقة أم هناك رواية أصح أخرى؟
جاءت اللغة سلسة وبسيطة لكنها تحمل المعنى المناسب الذي تريد إيصاله للكاتبة.
أسلوب الكاتبة دائمًا يجذبني، هي تلعب على أن الأحداث تسير بوتيرتين، مرة سريعة فتقفز معها بالأحداث والأخرى تأتي طبيعية بدون رتابة أو ملل.
تعرف الكاتبة متى تكشف أوراق لعبتها وتجعلك تركض ومتأهب للحصول على المزيد من الأحداث والتشويق.
الرواية كانت حابسة لأنفاسي، في كل صفحة أقرأها أتشوق لقراءة التالية لأعرف إلى ما سنصل؟
تشويق الرواية كانت الكاتبة محافظة عليه من البداية إلى النهاية فهذا جعلني أنهي الرواية في يوم واحد.
التجربة الثالثة أو أكثر لي مع قلم الكاتبة وشعرت بتحسن أكثر وتقدم ملحوظ على الرغم أن الترتيب الزمني لهذه الرواية أقدم من التي قرأتهم.
فكرة المذكرات لنجية كانت إضافة مشوقة للعمل، بل وتفاعلت معها واندهشت.
على الرغم من وجود شخصيات كثيرة إلا إني لم أشعر بالتوهان أو التشتت بينهم، فلكل شخصية كانت الكاتب تعطي حقها، إذا كانت شخصية تخدم العمل وليس لها أثر كبير فلن تراها دومًا، وإذا كانت شخصية تشغل الرواية فستحيك شخصيتها الكاتبة بعناية.
في الاحتياج لفلاش باك واسترجاع مواقف من الماضي لم أشعر بأن الكاتبة انحرفت عن خط سير الأحداث، بل بالعكس كنت مدركة كل موقف بزمنه.
جرعة ممتعة في أدب الجريمة.
تقييمي للرواية 4/5، بسبب:
لم أرى ظهور قوة في علاقة ندى وعاصم، فكانت متخبطة لا أعتقد إلا أن علاقتهم كانت سبب في سير الأحداث وبدونها كانت ستسير.
عدم توضيح في كيف لأمير أن يعمل في مكان غالب، فكرت أن يكون توأم متطابق له لكن الكاتبة لم توضح.
اقتباسات:
❞ لقد احترقت مشاعري منذ زمن، لم أعد أميز الندم.. عن الحزن.. عن الحب!
حرقوها عن آخرها، حتى التمييز بينهما سلبوني إياه❝
❞ أدركَت أنها لم تكن فقط مصدومة بل كانت مهزومة! مهزومة نفسيًّا وعاطفيًّا، وفي أضعف حالاتها على الإطلاق. المواقف الصعبة تمحص الناس وتظهر لنا حقيقتهم، وهو أمر لو تعلمين عظيم. ثم يتكفل الله بحل كل شيء❝.