* هذه الرواية هي أولى قراءاتي للكاتب أحمد صلاح أمين، اللي أتواصل معايا بد إتاحة الرواية على تطبيق أبجد، و قدملي دعوة لقراءة الرواية. في البداية أحب أشكر الكاتب على هذه الدعوة و أتمنى له التوفيق دائماً.
* الحاجة الغريبة بس إن الكاتب قدملي هذه الرواية على إنها روايته الأولى ولكن اللي واضح على صفحة ال Goodreads الخاصة بالكاتب إن له أعمال أخرى، واحدة منهم رواية، والآخرى قصة قصيرة نُشرت ضمن المجموعة القصصية اليوم الأخير و اللي بتحتوي على الأعمال القصصية اللي شاركت في مسابقة I read للقصة القصيرة. و الصراحة أنا مش عارف ليه الكاتب عمل كده؟!
* لو هننتقل بالكلام عن العمل نفسه وتفاصيله، لازم نقول إن العمل من بدايته وهو بيشد القارئ، قد تبدو الافتتاحية صادمة و تخض شوية و ده هو اللي شد القارئ في الأول، إلا إن بعدها على طول بنلاقي التفسيرات ومسار الأحداث بسيط وهادئ، وبالرغم من كده القارئ بيفضل مشدود و عاوز يكمل قراءة علشان يفهم أكتر كيف لهذا الهدوء أن يصل في وقت ما للصورة الصادمة اللي اتقدمت في الافتتاحية.
* أول مشكلة بتقابلنا في الرواية إنها متجزئة أو متقطعة لأربع حكايات، صحيح بطلهم نفس الشخص و بيدوروا في نفس القرية إلا إنهم شبه منفصلين تماماً، و بما إنهم بيميلوا شوية لأدب الجريمة والتحقيقات، فبتحس إنك قدام مجموعة من التحقيقات اللي بيجمعها إن ليهم بطل واحد مشترك اللي هو المحقق ( اللي هو الشخصية الأساسية بتاعتنا).
* بعد الفصول الأربعة اللي بتمثل أربع جرائم أو أربع حكايات، بيجي فصل أخير للأسف بيصيبني بالإحباط، في الفصل ده بيقرر الكاتب إنه يقدم تفسير و تبرير للرواية، و في رأيي يفرض عليه تفسير معين وإطار معين يشوف من خلاله الفصول السابقة للرواية. الحقيقة إن هذا الفصل أو هذا التبرير، بينجح إنه يقدم مبرر أو عذر لعدم الترابط بين فصول الرواية السابقة، ولكنه موصوم بإنه استسهال، حتى وإن كان في شكله جديد و مبتكر، ولكن في مضمونه يعتبر هو الاختيار الأسهل و الأقل مجهوداً علشان الكاتب يقدم مبرر لعدم ترابط الفصول.
* الحقيقة إن الفصل الأخير بالإطار اللي قدمه، قدر بردو يقدم تبرير لعدم منطقية بعض التفاصيل أو عدم منطقية غياب بعض العناصر. ولكن للمرة التانية الكاتب بيقدم رد قد يكون مقنع ولكنه بالتأكيد غير مرضي. زي مثلاً هي فين الشرطة من اللي بيحصل في القرية دي؟ و زي هو فين تسجيل هذه الوفيات و فين تصاريح الدفن، وفين مكتب الصحة من كل اللي بيحصل ده؟ و زي ما قلت الفصل ده قدم رد عام لو حاولت ترد بيه على هذه الأسئلة هيشتغل و هيبقى مقنع لعقلك ولكنه في نفس الوقت ليس الرد الأفضل و ليس المرضي ليك كقارئ.
* في القصة المتعلقة بتجارة اللحم، الكاتب لم يقدم أي إشارة أو تلميح من أي شخصية من الشخصيات عن اختلاف اللحمة او نوعها أو طعمها عن أي لحم تاني ممكن يكون بيتباع في أي مكان تاني في القرية أو في القرى المجاورة. يعني ما فيش ولا شخصية من الشخصيات الموجودة في القصة ولا حتى شخصية عابرة (كومبارس) قدمت أي تعليق عن اللحمة، أو إنها مختلفة عن أي لحمة أخرى بيشتروها من أي مكان.
* لو بصينا على القصص و بالأخص القصة الرابعة والأخيرة، في ضوء ما عرفناه من الفصل الأخير، هنلاقي إن هذه القصة ممكن تكون بتمثل قصة البطل نفسه و كيف تكون و تحول هو شخصياً من شخص عادي لهذا الشخص اللي قام بكل الأفعال المذكورة في الرواية.
* صراحة الرواية بلا الفصل الأخير هي رواية مثيرة و لطيفة وبتشد و طرحت كام موضوع حتى لو بشكل بسيط و إن كانت المواضيع نفسها مش خفيفة على الإطلاق، يمكن يشوب الرواية في حالة دي بعض الملاحظات أو الفجوات غير المبررة، ولكن الأكيد إن الفصل الأخير على قد ما قدم رد و مبرر للشكل اللي ظهرت بيه الرواية على قد ما أضر الرواية وأضعفها. و لازم ماننساش إن النهاية والقفلة حاجة مهمة جداً و لو جانبك فيها التوفيق ككاتب بتؤثر بشكل كبير على تقييم القارئ للعمل كله.