سيكولوجية الجماهير > مراجعات كتاب سيكولوجية الجماهير > مراجعة Rudina K Yasin

سيكولوجية الجماهير - غوستاف لوبون, أحمد فتحي زغلول
تحميل الكتاب

سيكولوجية الجماهير

تأليف (تأليف) (ترجمة) 5
تحميل الكتاب
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
5

الكتاب رقم اثنان وثلاثون من العام 2025

سيكولوجية الجماهير – Psychology of crowds

غوستاف لو بون Gustave Le Bon

ترجمة: هاشم صالح

القراءة الثانية – الأولى 2020

""وإذا كان يلزم وقت طويل لكي تترسخ الأفكار في نفوس الجماهير , فإنه يلزم وقت لا يقل عنه طولاً لكي تخرج منها , وهكذا نجد من وجهة النظر الفكرية أن الجماهير متأخرة عن العلماء والفلاسفة بعدة أجيال.وليس بالعقل , بل غالباً ضده , أُبدعت عواطف كعاطفة الشرف والتفاني والإيمان الديني وحب المجد والوطن, ومن المعروف أنها كانت حتى الآن تمثل أكبر البواعث التي تقف خلف تشييد الحضارات.والشيء الذي يهيمن على روح الجماهير ليس الحاجة إلى الحرية وإنما إلى العبودية , ذلك أن ظمأها للطاعة يجعلها تخضع غرائزياً لمن يعلن بأنه زعيمها"

""لقد أدّت الجماهير في التاريخ دائماً دوراً هامّاً، ولكنها لم تؤدّ هذا الدور بحجم الأهمية نفسه الذي تؤديه اليوم. فالعمل اللاواعي للجماهير يمثّل (بعد أن يحلّ محلّ الفاعلية الواعية للأفراد) إحدى خصائص العصر الحاليّ""

• سيكولوجية الجماهير: تتسم الجماهير في أحوال كثيرة بتضخيم العواطف وتبسيطها، فهي تمارس الأمرين على حد سواء، وفق الحالة المنوطة بها والمحرّضات التي مورست عليها إما بالإيجاب أو السلب، فهي تضخّم وتبسّط العواطف حسب الحاجة، فالجماهير تحمي نفسها بتضخيم العواطف، حتى تتخلق من الشكوك وتأنيب الضمير، وغالبا تكون نظرة الجماهير للأمور على أنها كتلة واحدة تتأثر السيكولوجية الجماهيرية باختلاف المحددات الزمنية والأحداث الطارئة، كما أن الأفراد والجماعات الممثلة تحمل سمات مغايرة للسيكولوجيا الاجتماعية التي تمتاز بالاستقرار ولا تتحقق مكتسباتها الجديدة إلاّ عبر تحولات جذرية وشاملة عميقة الغور والامتداد في النسيج الاجتماعي، وهو ما يجعل منها "عتبة الوعي الجمعي عكس السيكولوجية الجماهيرية التي تعبر عن البنية التحتية لذلك الوعي وخزان خرافاته وأساطيره

• تعريف الجمهور: الشعب او الجمهور مصطلح في علم الاجتماع والسياسة يشير إلى مجموعة من الأفراد أو الأقوام يعيشون في إطار واحد من الثقافة والعادات والتقاليد ضمن مجتمع واحد وعلى أرض واحدة، ومن الأمور المميزة لكل شعب هي طريقة تعاملهم وشكل العلاقات الاجتماعية التي تتكون في مجتمعات هذا الشعب إضافة إلى أسلوب العقد الاجتماعي بين أفراد الشعب

• غوغائية الشعوب: هو تخلف الشعوب وهو يشير إلى حالة انحطاط أو تدهور في سلوك وتفكير الجماعة، حيث يسيطر عليها العاطفة والسطحية بدلًا من العقلانية والمنطق. هذا التخلف قد يظهر في شكل استجابات غير مدروسة للمواقف، والانسياق وراء الشائعات والأكاذيب، والتعصب للآراء المتطرفة، والتخلي عن قيم التعاون والتسامح. بمعنى آخر، يمكن أن يقال إن “غوغائية الشعوب" هي حالة من التراجع عن الرشد والوعي، وانغماس في سلوكيات غير رشيدة وغير مسؤولة تشمل التخلف واختلال المنظومة الفكرية والعقلية للشعوب فهي تميل هنا للعشوائية في تدبير شؤونها ويعتمد على أساسات عقلية بدائية في التعاطي مع الواقع المعاش، أما الأفكار الجديدة التحضرية فتقف عاجزة غير قادرة على ادراكها او تقبلها أو حتى تحليلها.

• ماذا لو عكسنا الكتاب على غزة بعد الطوفان؟ هنا طوفان دمر ولم يبن اخذ ولم يعطي قهر شعبا كاملا وحوله من عزيز الى جائع هنا غزة حيث الجوع إنّ ما يجري في غزة يتجاوز الوعي التلقائي!! فهو أشبه ما يكون بقصة في رواية، أو حكاية في مشهد، ما يلزم معه عزلٌ شعوريّ، وفصلٌ سياسيّ، لتلمس خيوط الحكاية من جميع أطرافها ان تمكنا من إدراك الوعي السياسي لما يحصل كان الأنظار قد زاغت وبلغت القلوب كلها الحناجر، بما لو طبقنا سيكولوجية الجماهير على غزة لقلنا ان الكاتب تنبئ بما يحدث.

• الجماهير وعلم النفس الاجتماعي: هناك علم يستخدم مصطلحات علم النفس بطريقة أخرى، إنه علم النفس الاجتماعي، وقد أصبح أحد أهم العلوم الإنسانية. ويعد (غوستاف لوبون) أول من تكلم في هذا العلم بكتابه الذي بين أيدينا؛ حيث أصبح الكتاب مرجعًا مهمًا لفهم نفسيات الجماهير، وطريقة تفكيرها، والطرق التي تتأثر بها وتتحرك بناءً عليها. ولا نبالغ حين نقول إن الكتاب يُعَدّ دليلًا مرجعيّا، استخدمه الحكّام وقادة الحركات الجماهيرية لفهم نفسيات الجماهير وتوجيهها نحو الهدف الذي يريده الزعيم، وخير مثال على ذلك، الجماهير الغفيرة التي وظّفها (هتلر) في الحرب العالمية الثانية. بل إن (لوبون) نفسه أصبح وجهة ومزارًا لزعماء العالم، يتوجهون إليه ويتناقشون معه في محتوى كتابه. ورغم مرور ما يقارب الـ 150 عامًا على تأليف الكتاب، ما زال محافظًا على زخمه وحضوره بين أوساط المثقفين. ويقدم الكاتب إجابات واضحة للعديد من الأسئلة المثارة حول التجمعات الجماهيرية مثل: كيف تتهيج الجماهير؟ وكيف تتكون الجماعات الثورية في الأصل؟ ما الذي يصهر الجماهير نحو هدف واحد؟ أهي عقائد معينة أم الدين بشكل رئيس؟ ما دور الزعيم أو القائد في الثورات؟ والأخطر من ذلك هل الجماهير عاقلة وواعية بالطبيعة وديمقراطية أم متهيجة وثائرة

• للجماهير كلمتها وتأثيرها وفعلها.. فهل لنا أن نعتبر إرادة الجماهير معيارا للحق وتجسيدا للحقيقة؟! ما مدى تعقُّل تلك الإرادة واتزانها؟ أهي التي تقود حركة التاريخ، أم أنها مجرد صدى لإرادة الزعيم الذي يعطيها حركتها ووجهتها؟

• "الجمهور النفسي" هذا اح مناهج الكتاب الذي يتشكل من خلال تعاطي أفراده مع قضايا مشتركة، بشكل يخضعون خلاله لتأثيرات مشتركة، ومعه تغدو الميزة الأساسيّة للجمهور هي انصهار أفراده في روح مشتركة وعاطفة مشتركة تقضي على السلوك الشخصي، وتخفض من مستوى التفكير. وهذا يعني أن الروح الجماعية التي تسودهم تجعلهم يحسون ويفكرون ويتحركون بطريقة مختلفة تماما عن الطريقة التي كان سيحس ويفكر ويتحرك بها كل فرد لو كان معزولا. مع هذه الحالة التي يبينها الكاتب يجد أن الشخصية الواعية للفرد تتلاشى، ويصبح سلوكه شبيها بسلوك شخص خاضع لحالة تنويم مغناطيسي. ويتعاظم دور الخيال والإثارة والعاطفة في تحريك الجمهور، في حين يتراجع في ذلك دور العقل والمحاجات العقلية، إهذاء التفكير كان مركزا الى عام 1940 كانت هناك ثلاثة تيارات أساسية هي: التيار السلوكي أو التجريبي من حيث المنهج، التيار التحليلي النفسي أو العيادي الطبي، والتيار الثقافي المعتمد على علم الإنسان وهو أحد فروع العلوم الاجتماعية..

• الكتاب يركز على عدة نقاط مهمة منها:

 أهمية الخطابات: الخطابات الشهيرة التي ألهبت الجماهير، هي خطابات أقل من عادية مقارنة مع الأفكار الفلسفية المكتوبة، وهذا صحيح تماما وكذلك الصور لها تأثير كبير على المشاهدين، كالمسرحيات، فرغم أنها خيالية إلا أنها تبكي وتضحك المشاهد، وقد يصل الإيحاء لدرجات قوية جدا، فكثيرا ما سمعنا اضطرار المخرج لحماية الممثل من المشاهدين الساخطين عليه من جرائمه المتخيلة.

 يقول لوبون: أنطونيو ليس بحاجة لبلاغة خطابية متقعرة ليستنهض الشعب ضد قاتلي أبيه، ما كان عليه سوى أن يقرأ عليهم وصيته ويريهم جثته، فكل ما يؤثر على الجماهير متمثل على هيئة صورة مؤثرة خالية من أي تأويل ثانوي مرفقة بالوقائع الساحرة: كنصر عظيم، أو جريمة كبيرة أو غيره.

 يسير الجمهور نحو الأفضل ونحو الأسوأ. وكل شيءٍ

يعتمد على الطريقة التي يتم تحريضه أو تحريكه بها. فالجمهور طيب وهذه هي النقطة التي جهلها الكتّاب الذين لم يدرسوا الجماهير من وجهة نظر الجريمة. فصحيح أن الجماهير كثيرا ما تكون مجرمة، ولكنها كثيراً ما تكون أيضا بطلة. فمن السهل اقتيادهم إلى المذبحة والقتل باسم الانتصار او الثورة او عقيدة إيمانية أو فكرة ما، ومن السهل تحريكهم وبث الحماسة في مفاصلهم من أجل الدفاع عن المجد والشرف. وبالإمكان تجييشهم واقتيادهم من دون خبز وسلاح تقريبا كما حصل أثناء الحروب الصليبية، وهذا يعتمد إلى حد بعيد على شخصية القائد وهيبته، وفهمه لنفسية الجماهير، وقدرته على إدارتها وتوجيهها.

 ما هو دور القائد هنا؟ نعرف ان وجود قائد حاجة أساسية للجماهير، وهنا يرى غوستاف ان أي مجموعة يلزمها قائد يأخذها الى بر الأمان سواء أكان الأمر يتعلق بقطيع من الحيوانات أو بجمهور من البشر، حتَّى يضعوا أنفسهم بشكل غريزي تحت سلطة زعيم ما، أي محرك للبشر أو قائد. والكثرة تصغي دائما للإنسان المزود بإرادة قوية، وبما أن الأفراد المتجمعين في الجمهور يفقدون كل إرادة، فإنهم يتجهون غرائزيا نحو ذلك الشخص الذي. والجماهير قد لا تبخل بحياتها عندما يتمكن القائد من إحداث الهياج الشعبي فيها والامثلة كثيرة فيكفي خطاب انتصار واحد لتجعل الجماهير تابعة مؤمنة بقضية ولو كانت خاطئة وامثلة القادة كثر أبرزهم القادة العرب ومن القادة الغربيون نابليون، ستالين وغيرهم وان توجهنا للحالة الفلسطينية نجد اننا نعيش غوغائية صعبة وخاصة في القطاع

• الجماهير، ، سريعة الانفعال والتأثر، وساذجة يمكن أن تصدق أي شيء، فإنه لن يكون مطلوبا من القائد للتأثير عليها أن يخوض معها محاجات عقلية وبراهين منطقية، فيكفيك ان تلعب باسم الدين والجماهير هنا عاطفية حيث تسير العاطفة بعنف ويثير الخيال بقوة، لذلك صعد التطرف الإسلامي وبقوة و وظهر الحشاشون وغيرهم الى يومنا هذا بأسماء مختلفة وغيرها ونعود للكتاب (عن نابليون كلامه العميق في مجلس الدولة الفرنسي: "لم أستطع إنهاء حرب الفاندي إلا بعد أن تظاهرت بأني كاثوليكي حقيقي، ولم أستطع الاستقرار في مصر إلا بعد أن تظاهرت بأني مسلم تقي، وعندما تظاهرت بأني بابوي متطرف استطعت أن أكسب ثقة الكهنة في إيطاليا، ولو أنه أتيح لي أن أحكم شعبا من اليهود لأعدت من جديد معبد سليمان )".

• وللجماهير آراء وعقائد تساهم في تشكيلها عوامل بعيدة وأخرى قريبة. فالعوامل البعيدة تجعل الجماهير قادرة على تبني بعض القناعات وغير مؤهلة لتبني قناعات أخرى، وفي تفصيل هذه العوامل يضع الكاتب العرق في المرتبة الأولى، لأنه وحده أهم من كل العوامل الأخرى مجتمعة. والعرق التاريخي ما إن تتشكل خصائصه وعقائده ومؤسساته وفنونه، وباختصار كل عناصر حضارته، حتى يصبح التعبير الخارجي لروحه. وبعد العرق تأتي ضمن عوامل أخرى كالتقاليد الموروثة التي تُعتبر بمثابة القادة الحقيقيين للشعوب. أما العوامل المباشرة فهي تلك التي إذا ما تراكمت على ذلكَ العمل التمهيدي الطويل الذي لا يمكنها أن تفعل فعلها من دونه، أثارت الإقناع الفعال لدى الجماهير. ومنها ما يتم إبرازه من صور وشعارات مؤثرة، وكلمات وعبارات موحية، وأوهام وتجارب مثيرة.

• في تصنيفه لفئات الجماهير، يتحدث الكاتب في فصل مستقل عن الجماهير المدعوة بالمجرمة، ويذكر أن جرائمها تنتج عن تحريض دائم، والأفراد الذين ساهموا فيها يقتنعون فيما بعد بأنهم قد أطاعوا واجبهم، وقاموا بأعمال مجيدة، وطبق قناعة طبيعية يدعمها ما وجدوه من استحسان. ولا يجد لوبون فروقا حقيقية بين فئات الجماهير في تبعيتها وضعف دور العقل في سلوكها، وخضوعها للإثارة والتحريض، فجمهور تشكله المجالس النيابية مثلا لا يختلف كثيرا عن جمهور عامة الناس الذين يتحركون في الشارع.

• ما تقدم يشكل أبرز النقاط التي قامت عليها رؤية غوستاف لوبون لسيكولوجية الجماهير، وهي رؤية قد يراها أناس دقيقة وواقعية، وقد يراها آخرون خاطئة يخالفها واقع الجمهور الذي تتجنى عليه. ولعلنا نجد تبريرا لوجود موقفين متضادين تجاهها إذا أخذنا بالاعتبار أن كلاً منهما يقارنها بواقع يحيط به، وواقع الناس وطرائق عيشهم وتفكيرهم أمور يعتريها التغيير. ولعل الصورة التي قدمها غوستاف لوبون يراها اليوم شعب ما بالنسبة له تاريخا مضى ولن يعود، في حين أنها بالنسبة لشعب آخر واقع مَعيش.

Facebook Twitter Link .
0 يوافقون
اضف تعليق