سرداب قصر البارون
تأليف / مروى جوهر
التقييم / ⭐⭐
حينما بدأت هذه الرواية وأخذت استرسل في قراءتها، تبادر إلى ذهني فجأة مصطلح "الأغاني الشبابية"، الذي شاع وانتشر في مطلع التسعينيات، حينها كنت لا أزال في بدايات مرحلة المراهقة - بحكم مولدي في منتصف السبعينيات.
كذلك هذه الرواية مثل الأغاني الشبابية، التي كان يقول عنها منتقدوها أنها كانت تُؤلف، وتُلحن، وتُغنى في أقل من يوم.
الرواية كل شيء فيها سريع، تشعر وكأنها كُتبت على عجل، وانتهت على عجل، وما بين البداية والنهاية مجموعة من الشخوص يتحدثون عن أنفسهم أيضًا على عجل، كما أنك لا تستطيع أن تلمس وجود فوارق بين ألسنة المحدثين، بين لسان رامي مثلًا الذي قضى نصف عمره في أمريكا، وبين لسان صباح الممرضة.
فكرة الرواية مستهلكة إلى حد كبير، الأرواح الشريرة التي تتلبس أشخاص وتتحكم في تصرفاتهم وأفعالهم، إلى جانب السحر الأسود ولعنات الأماكن الأثرية.
الحبكة كذلك لم تكن بالقوة الكافية، ناهيك عن وجود بعض الثغرات. فعلى سبيل المثال، لا يوجد تفسير منطقي أو مبرر مقنع لتصرفات هيلانة، ولماذا إسراء تحديدًا؟ ولماذا نزار كذلك؟ هل كان البارون إمبان مدمن مثلًا مثل نزار؟!
ثمة أمور بنهاية الرواية تبدو غير منطقية، فإذا كان اللقاء الذي تم في النهاية قد أسفر عن هدوء الروح وسكينتها، فلماذا لم يحدث ذلك من قبل، علمًا بأن نفس ذات اللقاء قد حدث مرارًا وتكرارًا، لا سيما وأن لقاء النهاية لم يكن به أي أمر مختلف عما سبقه من لقاءات.
لغة الرواية وكعادة مروى جوهر، الحوارات عامية ومطعمة ببعض الكلمات الإنجليزية، بحكم أنها تدور في حي مصر الجديدة، فنجد على سبيل المثال "ال signal عندي مش كويسة". أما السرد فكان بالفصحى الخالية من أي توابل أو بهارات (أي تشبيهات، مجازات، محسنات بديعية، آلخ)
كذلك الغلاف الذي جاء عاديًا يفتقر إلى الإبداع، أو إضفاء أي لمسة من التشويق والإثارة، أو ما يعبر عن المكان الذي تدور فيه الرواية.
أعتقد أنه كان في الإمكان أفضل مما كان، فالرواية بها عنصر التشويق ولكن ثمة عناصر أخرى غابت عن مشهد الرواية، وهو ما كان له أثر سلبي على قوة الرواية بشكل عام.
صدر للكاتبة مؤخرًا روايتها "القربان"، والتى أتمنى عند قراءتي لها أن تترك انطباعًا مختلفًا ومغايرًا لما تركته "سرداب قصر البارون"، لا سيما وأني سبق وأن قرأت للكاتبة رواية "عمارة آل داود"، والتي كانت مميزة للغاية، سواءً من حيث الفكرة، والحبكة، وبناء الشخصيات، وإن كنت لم ألمس تغيرًا في أسلوب الكاتبة.
لهذا ومن أجل كل هذا، قيَّمت العمل بنجمتين.