رواية عن الحارة الفلسطينية ويوميات أطفالها ونسائها وأحلام شبابها المحاصَرة بفعل الاحتلال، وهي رواية سياسية واجتماعية منسوبة إلى أدب المقاومة.
بلغة عذبة صافية وقلم جذاب تأخذنا الرواية في رحلة إلى داخل المنزل الفلسطيني، تحديداً إلى جنين في زمن الانتفاضة وأطفال الحجارة، مع ثلاثة أصدقاء وامرأة غريبة وجارتان وشلة الأربعة، لتروي لنا تفاصيل اليوم الفلسطيني، وكيف كان أبناؤه يختلقون ألعاباً للتسلية بالجنود ويلحقونها بقائمة ألعابهم اليومية.
استطاعت بأحداثها القصيرة أن ترسم الحياة الاجتماعية داخل المجتمع الفلسطيني، إذ صورت شكل الصداقة بين شبابها، ووضحت علاقة الفلسطيني بالجواسيس وعملاء الاحتلال، وأظهرت علاقة الجيران ببعضهم، وجسدت مشاهداً من تقارب الجارات، ورسمت حدود السر والعلن، وأشارت إلى التواطؤ الجماعي على حفظ سر صغير بحجم قرية.
يختلط في الرواية التهور بالتمرد، ويظهر فيها شغب الشباب بهيئة بطولة، وصورة من صور المقاومة والتصدي.
لأن المجتمع الذي يكون تحت سلطة الاحتلال؛ ينضج أطفاله باكراً، ويتحول لعبهم من التسلية إلى التحدي، فالشعب كله في حابة مقاومة دائمة، وحتى مواليده الجدد تصبح أطفالاً عصية على التدجين.
رواية واضحة الرسالة، قليلة الصفحات، كثيرة المعاني، رمزية رغم الوضوح، مشوقة رغم أن النهاية متوقعة إلا أنها انتهت فجأة دون تمهيد.
مجموع صفحاتها ١١٠ وهي من إصدار منشورات تكوين وتأليف طارق عسراوي.