🌟 مراجعة لكتاب "كلام العلم في الحب والجنس" – د. سامح مرقص
يقدّم الدكتور سامح مرقص في كتابه "كلام العلم في الحب والجنس" رؤية علمية بحتة لمواضيع ترتبط بالحياة اليومية والوجدان الإنساني، من الحب إلى الهوية الجنسية، بأسلوب مبسط وسلس، يجمع بين المعلومة والمرجعية العلمية. الكتاب يبدو في ظاهره مدخلًا عامًا، وربما لا يحمل الكثير من العمق للقارئ الملمّ بهذا الحقل، لكن قيمته الحقيقية تكمن في فتح أبواب النقاش حول مواضيع غالبًا ما تُغلف بالصمت أو تُتناول بسطحية.
كقارئ مطّلع على كثير من المعلومات الواردة، لم أجد فيه ما يُفاجئ من حيث الأساسيات، إذ أن محتواه في مجمله معروف حتى لمن يملك ثقافة عامة، لكن ما شدّني حقًا هو طريقة الطرح وتناول بعض المواضيع الشائكة، مثل المثلية الجنسية والهوية الجندرية، والتي ربما لم أسبق لي التعمق بها علميًا من قبل. فصل الهوية الجنسية كان من أكثر الفصول التي استفدت منها، لما فيه من توضيحات وتفكيك لمفاهيم معقدة، حتى وإن لم أقتنع شخصيًا ببعض ما ورد، خاصة حين يتعارض الطرح العلمي مع ثوابت دينيّة قطعية، كتحريم المثلية في الشريعة الإسلامية. وهنا يبرز التساؤل: أين يقف العلم حين يصطدم بالإيمان؟ وهل علينا الأخذ بالنظريات العلمية دائمًا، رغم كونها قابلة للتبدل والتغير؟
ومع هذا، لا ضير أبدًا من الاطلاع، بل على العكس، فإن معرفة وجهات النظر العلمية وتاريخ تطورها ضرورة لفهم أعمق للواقع، وهو ما أحسنت فيه هذه التجربة القرائية. فالدكتور سامح مرقص لم يكتفِ بالسرد بل دعم كتابه بمراجع علمية واضحة، مما جعل المعلومة أكثر ثقة وجدارة.
📚 الكتاب يحقق توازنًا نادرًا: فهو لا يفرض رأيًا، بل يعرض علمًا، ويترك المجال للعقل أن يفكر. ولعل أجمل ما فيه أنه يُشعر القارئ أن المعرفة رحلة لا تُفضي دائمًا إلى يقين، بل إلى وعي أوسع.
🔍 موضوع الهوية الجنسية على وجه الخصوص، كان مثيرًا للاهتمام، ويدعو للتفكير في كيفية تشكلنا النفسي والجسدي والاجتماعي، وكيف أن فهم العلم لهذه القضايا ما يزال في تطوّر دائم.
💡 في النهاية، أرى أن العلم ليس مطلقًا، والمعلومة ليست مقدسة، فهي من صنع البشر، لكنها تظل نافذة مهمة نطلّ منها على زوايا معتمة في داخلنا ومجتمعاتنا.
🔸 تقييمي: 4/5
لأن الكتاب جمع بين الطرح العلمي الرصين والتبسيط، ولأنه جعلني أتساءل وأفكر أكثر مما كنت أظن