مع مرتبة الشرف > مراجعات رواية مع مرتبة الشرف > مراجعة Zahraa Esmaile

مع مرتبة الشرف - عمرو حسين
تحميل الكتاب

مع مرتبة الشرف

تأليف (تأليف) 4.2
تحميل الكتاب
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
4

مع مرتبة الشرف...بين شرف الوعد وواقع الحياة

"قيل قديمًا: إنَّ مشوار الألف مِيل يبدأ بخطوة. ما لم يقُله لك أحدٌ: إنَّ هذا المشوار لن يتم أبدًا إلا لو جاءت تلك الخطوة في الاتِّجاه الصَّحيح. ولهذا؛ فقبل أن تبدأ، عليك بتحديد الوجهة والاتِّجاه بدقَّة، بعدها فقط توكَّل على الله، وخُذْ نَفَسًا عميقًا، وابدأ خطوتك الأولى. تقدَّم في ثقة، وصدِّقني، ستقطع آلاف الأميال دون أن تشعُر، وستصل إلى وجهتك، وأبعد كثيرًا"

بهذه الإفتتاحية بدأ الكاتب"عمرو حسين" روايته الأحدث "مع مرتبة الشرف" والصادرة عن "دار دون للنشر والتوزيع"، يخطو بنا الكاتب إلى مصر في تسعينيات القرن الماضي، "وليد" الإبن الأكبر لأحد أفراد عائلة كلها من الأطباء، إلى الحد الذي اعتبروا فيه القصر العيني مسكن موازي لمسكن العائلة التي تتنوع تخصصات أفرادها في الطب، ولكن "وليد" لم يجد في نفسه الميل الكافي لمواصلة المسيرة، فميوله هندسية بحتة لا علاقة لها بالطب ودراسة علوم الأحياء والدم، فكانت المواجهة الأولى ومشوار الألف ميل في حياته، الوقوف بصلابة أمام عائلة كاملة معلناً بخوف المراهق ورهبة المستقبل الغامض إتجاهه لكلية الهندسة

"الأصعب مِن اختيارك خوض مغامرةٍ في طريق مجهول، هو أن تُقرّر اجتياز الطّريق وحدك تمامًا"

في الوقت الذي حازت أخته"مروة" على كل الدعم الطبيعي من الأسرة بحكم إنتمائها لمؤسسة الطب، كان على "وليد" أن يشق طريقه منفرداً بشكل كامل، بدعم ومحبة الأب والأم المتفهمين لرغبة الإبن في دراسة ماشغف به، خاصة مع تعهد "وليد" بالتفوق و الوصول لمنصب أستاذ بالكلية و رئاسة الجامعة يوماً ما، كان هذا العهد هو المحرك الرئيسي لوليد و الوقود كان الشغف بالدراسة، فكانت النتيجة إستماته على مدار سنوات الدراسة على الترتيب الأول على الدفعة، فهل كان الطريق مفروشاً بالورود؟؟ وهل تكفي الإرادة وحدها لقطع طريق بهذه الصعوبة بدون دعم عائلي؟؟

"أنت لست أوَّل مَن يقطع مشوار الألف ميل، فقد قطعَه كثيرون قبلك. إيَّاك أن تظن أنّ الطَّريق مستقيم وواضح، ستُقابلك العقبات والصُّعوبات. في الطَّريق، تتناثر جُثث هؤلاء الذين لم يُكمِلوا ويئسوا وانتظروا الموت. اسأل وتعلَّم ممَّن سبقوك، قبل أن تخطو خطوتك الأولى، وعليك أيضًا أن تعثر على رفيق، بعد تأكُّدك أنَّ رحلتكما واحدة"

تحمل لنا الحياة العديد من المفاجآت بشكل مستمر، من كان يصدق أن "محسن" المنافس الأول ل وليد على تصدر ترتيب الدفعة، سيكون الصديق الأقرب والداعم الأكبر له بعد سويعات قليلة، ومن كان ليخمن أن قلب وليد الذي أقسم على كونه مجرد عضو لضخ الدم، سيخفق بحب"وسام" أجمل فتيات الدفعة في توقيت واحد؟؟ ولكنها الحياة التي لا تسير على وتيرة واحدة

"الجامعة أصبحت مِن أوائل الجهات في مصر اتّصالًا بها، عن طريق شركة فرنسية تُدعى «بيت نت»ـ شرح لي أنَّ العالَم الآن يمرّ بثورة اتصالات، لا تقلّ عن الثورة الصّناعية. أكَّد أنَّ هذه الشَّبكة ستدخل كل البيوت، وتربط كل الأجهزة في العالَم، خلال سنوات قليلة. وختم قوله بأنَّ هذه هي البداية فقط، بعدها سيكون كلُّ فردٍ في العالَم مُتَّصلًا مِن خلال حاسبات شخصيَّة صغيرة، وأنَّ الوصول لأي معلومةٍ أو أي شخصٍ، سيحدُث خلال ثوانٍ قليلة"

نقطة التحول الأكبر في حياة وليد كانت هذه المعلومة، وقتها لم يكن العالم ليتصور أن الحلم ممكن الحدوث وأننا بعد ثلاثة عقود من الزمان نعيش فورة التكنولوجيا، "بيت نت" كانت البداية، كان قرار وليد بدراسة الإتصالات ك برامج والتخصص في التطوير ك مقدمة لبحث الماجستير، بمساعدة محسن التحق وليد بركب دكتورة"حنان" المشرفة على رسالته، للوهلة الأولى وعلى مدار فصول عدة تميزت شخصية حنان بحدة غير مبررة بالنسبة ل وليد، تعنت غير مبرر وتعطيل لرسالته التي انجزها بالفعل في وقت قياسي، حتى وصل الأمر لقطيعة كاملة، فهل تكون حقيقة الأمور كما تبدو؟؟ أم أن النفوس البشرية تحمل من الأوجاع ما يظهر على السطح في صورة تعاملات جافة للغاية؟؟

"أُحبّ دائمًا الذكريات الأولى التي تنطبع في القلب ولا تتغيَّر. مهما حدث، فستظلّ هي الأولى، ولن يسبقها أحد"

تعلق وليد بسيارته الأولى وذكرياتها، كما تعلقت ذكريات هاتفه الجديد بأول مكالمة لـ"وسام"، من منا لا يحمل في قلبه ذكريات لأول مرة لخفقة قلب، أو إنجاز جديد قد لا يشعر به غيرك، ولكنها نشوة النصر، فرحة الجديد وخطواته المبشرة

"اعلمْ أنَّ المشوار طويل، ومِن السَّذاجة أن تظن أنَّ الانطلاق جريًا نحو الهدف البعيد، سيجعلك تصل سريعًا. الوصول للأهداف الكبرى، يتطلَّب تخطيطًا ونَفَسًا طويلًا. لا بأس بالتوقُّف على فتراتٍ للرّاحة. في بعض المواقف، ستُجبَر على التراجُع للوراء لتتفادى بعض الصُّعوبات، لكن تذكَّر جيّدًا طوال الوقت أن تُبقي عينَيْك مُعلَّقتين بالوجهة والهدف"

بالنسبة للبعض قد تبدو رواية عادية، بالنسبة لي هي رواية نوستالجيا بحته، ف وليد ينتمي لجيل الثمانينات الذي قدر له أن يكون حلقة الوصل بين القديم والجديد في التكنولوجيا وثورتها، والعولمة بعد انغلاق على العالم، عاش وليد تحدياته كاملة وعبر عنها ببساطة، فمررت معه بتحدي الدراسة، صعوبات التعلم في بيئة مختلفة تماماً، مرحلة البحث عن عمل مناسب يكفل حياة متوسطة إن لم تكن كريمة، صعوبة الحفاظ على العهد و وهم الكمال المنشود

عشت مع وليد أزمة السكن، ارتفاع الإيجارات، التشطيب، حيرته مع مشاكل العمال، عرفت معه "سمير السمسار" الذي تحول من سمسار ل مستثمر في سنوات قليلة، أزمة تتلوها أزمة لجيل صعب تكراره

وخطوت معه رحلة الدراسة كاملة، فمن منا لم يخت طريقه الخاص برغم الصعوبات الواضحة؟؟ ومن منا لم يحمل على كتفيه هم وعد قطعه لعزيز باستكمال المسيرة؟؟ ومن منا لم يحلم بلحظة النجاح ومشاركتها مع المقربين؟؟؟ لحظة النجاح التي هي وقود منفصل لكل خطوات الطريق

"للحياة نهاية واحدة وبدايات مُتعدِّدة! الولادة بداية، الحُبّ الأوَّل بداية، الاستيقاظ صباحًا بدايةٌ جديدةٌ ليومٍ قد تتغيَّر معه حياتك. الهجرة لبلدٍ جديدٍ بداية"

ختام جميل لرواية من الأصدق في التعبير عن جيل كامل بمشاكله و علاقاته مع الأهل، تميزت الرواية بسرد سلس ومشوق، فصول تنوعت بين القصر والطول مع الحفاط على عنصر التشويق، الحوار بلغة فصحى مناسبة للغاية، رواية تصلح كبداية للقراءة، للخروج من بلوك طويل، تصلح لمن يحلم بتغيير أو عانى من صعوبات، رواية بديعة

#رفقاء2025

#مع_مرتبة_الشرف

#قراءات_حرة

#قراءات_يونيه

1/18

Facebook Twitter Link .
0 يوافقون
اضف تعليق