مراجعة رواية "ذات مرة في الطريق المظلم" للكاتب / خالد أمين
منذ السطور الأولى، يعلن خالد أمين بوضوح:
"الآن يبدأ الجنون... الآن يبدأ العبث... والآن نستضيف الكابوس."
وكأنها دعوة مفتوحة إلى عالم لا يُشبه الواقع، ولا يعترف بالمنطق، بل يغوص في دهاليز النفس البشرية المظلمة، حيث تختلط الحقيقة بالوهم، ويصبح الخيال جزءًا من الواقع اليومي.
تدور الرواية حول تجربة نفسية شديدة التعقيد، يمر بها الأبطال حاتم، آيتين، آدم، ومنى، وكل شخصية منهم تحمل عبئًا خاصًا، وجراحًا داخلية تنفجر على صفحات الرواية في لحظات صادمة ومؤثرة.
هل ما يحدث حقيقي؟ أم هو مجرد هلوسة؟
هنا يكمن جمال الرواية وعبقريتها. فهي تطرح الأسئلة، وتترك القارئ حائرًا، مشدودًا، غارقًا في الظلال التي لا تُظهر الأشياء على حقيقتها.
الكاتب يفتح نافذة مظلمة على شخصية القاتل المتسلسل، دون أن يمنحه ملامح الشر النمطي. بل يرسمه كإنسان فقد بوصلته، وتحول إلى آلة تنفذ جرائم دون أن تهتز له شعرة، في سرد مليء بالتوتر والدهشة.
الرواية تميزت بلغتها السلسة، وأسلوبها السردي المشوّق، وتسلسل أحداث محبوك بدقة، يجعل القارئ يلهث من شدة التشويق، دون أن يشعر بملل لحظة واحدة.
إنها رواية تكتم الأنفاس فعلًا، وتعيد تعريف الرعب النفسي والجانب المظلم في الإنسان.
5/5
⭐⭐⭐⭐⭐