مو كل مجنون، فاقد عقل… مرات، المجنون هو آخر العُقلاء، بس الدنيا ما عاد تتحمّله.
المجتمع يوم يضوج من الصدك، يسمّي الوعي الزايد "جنون"، ويقفل أبواب السؤال.
يمكن هو ما فقد نفسه… يمكن هو لگه نفسه الحقيقية، بس بثوب ما يعجب الناس، بصوت ما يطابق ضجيجهم.
هو ما هرب من الواقع… هو رفضه، بكله، لأنه شاف الوجوه بدون أقنعة، والكلام بدون معنا، والضحك بلا روح.
فوكو جان يحچي ويگول:
"الجنون ما هو إلا مرآة المجتمع… يشوف بيها نفسه ويخاف."
يعني مرات، المجتمع هو المريض… والمجنون هو الإنسان اللي صحى، بس بصراخه بدل صمته.
إحنا نضحك ونسولف ونسمي نفسنا طبيعيين، بس ننسى نسأل:
"يابه، شنو الطبيعي؟ وشلون نعرفه؟ ومنو قرر منو العاقل ومنو المجنون؟"
"المجنون الحقيقي؟
هو اللي رفض يعيش مزيف، وگال "لا" بصوت ما يشبه أحد…
مو لأنه ضايع، بس لأنه دا يدور على روحه وسط عالم تايه.
" وكالها مرّة واحد من أهل البصيرة:
"ما كل صمت راحة، ولا كل صراخ جنون… أحياناً اللي يصرخ هو الوحيد اللي گلبه صاحي، والباقي نايمين."
🖊الكلام مدموج مع كتاب- فلسفة الوجود-تجربة التفكير الذهابي
🖊تأليف/ووتر كوسترس