قرأت هذا الكتاب الذي يضم ثلاثمئة رسالة، كاملة العدد، جاءت لغته شجيّة، متينة في مواضع كثيرة. تنوّعت الرسائل المنسوبة إلى "التابعين" بين الجيّد والعادي، فبعضها يحمل في طيّاته أثرًا طيّبًا، وبعضها لا يترك أثرًا يُذكر.
شخصيًّا، لا تستهويني فكرة "الرسائل" بهذا الشكل؛ إذ تميل في كثير من الأحيان إلى التكرار أو التنميط، فتفقد نضارتها وتأثيرها مع مرور الصفحات. ومع ذلك، قد يكون هذا الكتاب أنسب لأن يُقرأ على مهل، رسالةً واحدةً في كل يوم، لا دفعة واحدة.
بل يمكنني القول إن أفضل استخدام له، هو أن يُنتزع من صفحاته ما يعجب القارئ، ويُلصق على باب الثلّاجة، لتكون له رسالة يومية من أحد التابعين تمتد على مدار ثلاثمئة يوم.