في هذا الكتاب، لا يكتب أدهم شرقاوي رسائل.
وأنما يفتح نافذة صغيرة على السماء،ثم يجلس إلى جوارك كصديق محب ويقول: “أقرا … أرثهم”
ثلاثمئة رسالة، كنتُ أقرؤها كنصائح،لكنها كانت أكثر من ذلك.
كانت يدًا تربت على القلب،وتنهيدة من زمنٍ أنقى.
رسالة عن أمٍ توقظ أبناءها قبل الفجر،
لا لتقول لهم “الصلاة خير من النوم”،
بل لتهمس: “قوموا، لا أريد أن ينقص منّا في الجنّة أحد.”
وأنا... قرأتُ الجنة كلها في تلك الجملة.
كل رسالة كانت مثل ضوء صغير في دهليز الروح،
لا يصرخ، لا يعلو،لكنه يكفي أن ترى به موضع قدميك بأمان .
لتحس بعدها براحة نفسية وكأنك نزعت أسمالك الثقيلة في صيف حار لتتخفف من حدة حره.
الكتاب لا يشرح حياة التابعين،بل يستخرج النور الذي تركوه خلفهم،ثم يقدّمه لك،بكفٍّ دافئة... وقلبٍ يعرف الطريق الى المحبة ومبعث النور.