هذه أول تجربة لي مع نهى داود، وفي المجمل التجربة كانت جيدة جدا، فالحبكة كانت محكمة واستطاعت نهى الإمساك بكل خيوطها بين يديها دون أن يفلت منها ولو خيط واحد. فرواية جريمة يعني تشويق، إثارة، غموض، رعب، وأعتقد أن هذه العناصر جميعها كانت متواجدة بكثافة بين دفتي الرواية. أعجبني نجاح الكاتبة في تضفير بعض الجرائم الفرعية ضمن الرواية، مثل التحرش وتجارة الأعضاء. برعت نهى داود في إغراق الرواية بمجموعة من التفاصيل الخاصة بالأمراض النفسية والاجتماعية دون أن يشعر القارئ بأنها مجرد حشو. من النقاط التي تميز هذه الرواية أيضا الوصف البديع لكل العناصر المحيطة بالأبطال من ملابس، أو طعام، أو طبيعة، وغيرها، فتجد نفسك تتذوق طبق اللحمة مع عاصم، أو كأنك تشاهد ندى بتنورتها الهندية. حاولت جاهدًا تخمين المجرم، لكن صدقًا لم أتوصل إليه، وهذا أيضًا نجاح من نهى داود، التي أبدعت في وصف مدينة دهب الساحرة، وهو ما جعلني أتوق إلى زيارتها. الغلاف بديع ومناسب لفكرة الرواية والمكان التي تدور فيه. اللغة كانت الفصحى سردًا وحوارًا، وقد جاءت اللغة بسيطة دون تعقيدات، وأرى أن السرد كان أكثر تميزًا من حوارات الرواية. سأحرص من الآن فصاعدًا على متابعة أعمال الكاتبة القادمة وقراءة أعمالها السابقة.