كم هي موجعة تلك المعاناة حين تبحث المرأة عن بيتٍ يحتويها، عن مأوى يمنحها الأمان… هذا ما فعلته نسيم طوال الرواية، كانت تبحث عن الأمان ولم تجده.
أحببت الرواية كثيرًا، كانت جميلة في لغتها وسردها، رغم أني لا أميل عادةً لهذا النوع الذي يدور حول الحب والحرب عليه، إلا أنني وجدت نفسي منجذبة لشخصية نسيم، تلك التي عانت من اليُتم والغربة، ولم تكن تطلب أكثر من بيت لا يُنتزع منه لقمتها، تكون فيه هي السيدة، فقط… هل كانت أمنيَتها صعبة إلى هذا الحد؟ حتى خسرت الأهل، والابن، والزوج، وتكاثفت عليها الآلام.
أحببت تعقيد شخصيتها، وتفسير علاقتها بكل من يوسف وفؤاد، وقدرة الكاتبة على نقل التناقضات التي تعيشها.
اللغة كانت جميلة، لكن الانتقال بين المشاهد أحيانًا يكون مبهمًا، ويحتاج إلى تركيز لفهم السياق، ومع ذلك الرواية تستحق القراءة.
أعجبني جدًا عنوان الرواية “طرف ثوب محترق”، فالمعنى الرمزي عميق، كأن الألم ظلّ يلاحقها دون أن يحرقها تمامًا، لكنه لم يتركها تنعم بالسعادة. حتى اسم بطلتها “نسيم” كان جميلاً ويعكس رقتها وتفاصيل قصتها.