1️⃣ الموضوع : قراءة نقدية
2️⃣ العمل : رواية " عزبة بركة "
3️⃣ التصنيف : إجتماعي ـ فلسفي
4️⃣ الكاتب : Ahmed Elsmlawy
5️⃣ الصفحات : 194 Abjjad | أبجد
6️⃣ سنة النشر : 2025 م
7️⃣ الناشر : كتوبيا للنشر والتوزيع
8️⃣ التقييم : ⭐⭐⭐⭐⭐
▪️مقدمة :
ـ تجليات القلم وفيوضات الخاطر ، تحتاج لهبة فائقة وكاتب ماهر ، يأخذك إلى حيثما يريد ، وكيفما يشاء ، يغوص بك في جوف البحار بلا بلل وماء ، ويسحرك فتهرب ، ويمتعك فتطرب ، ويحلق بك عالياً فتطير ، ويسجنك في جوفها كأسير ، فلا يجد القارئ مناصاً من المتعة ، ولا بديلاً عن الجمال ، إلا في أعماقها الدقة ، وفي كلماتها الرقة ، يعجز عن وصفها المقال .
ـ في روايته البديعة ، يُحلّق أحمد السملاوي بقلوبنا فوق الماضي والحاضر والهُوية ، في "عزبة بركة"، هذا المجتمع الذي يُعبّر عنّا ، ولا يخرج عن طبيعة ما عشناه، أو رأيناه، أو عايشناه ، تاريخها وشخصياتها، أفراحها وأحزانها، بُنيت بأناملٍ ذهبية ، ورُسمت بريشةِ فنانٍ مبدِعٍ ، بورتريه كامل وشامل ومشبع ، ليجعلك تغوص في بحارٍ عميقة، مملوءة باللآلئ والمرجان، بالنور والظلام ، والحقيقة والوهم معاً .
ـ تغوص بأعماقك في هذه الحكاية ، فتجد أنك تغوص في أعماق نفسك ، في أقل من مئتي صفحة ، يسرد السملاوي بلغةٍ عبقرية ، ويجمع بين الفلسفة والاجتماع والصوفية ، بين الحروب والسلام ، والهزائم والانتصارات ، بين الماضي والحاضر والمستقبل، بين الهوية والانتماء، بين الآباء والأبناء والأجداد، بين الحب والكره .. وهذا عجيب ، والأعجب أن يعطي كل هذه المعاني حقها الكامل ، ويُصوّرها تصويرها الشامل .
▪️ ملخص القصة:
في "عزبة بركة"، يحكي – السملاوي – عن الشيخ بركة ، الذي وضعته أمه في قريةٍ مجهول النسب ، ثم فرت بلا سبب ؛ لتربيه "ست أبوها" صديقتها، ثم تتركه مع الدنيا وحيدًا ، يجابه أهوالها فريدًا ، ليبدأ حياته عاملاً في زريبة العمدة كلافًا .. ثم يلتقي بـ"السنيورة"، لتعشق الأرواح الأرواح ، وتتَعانق الأبدان بالأبدان، ويتزوّجان.
ثم ينجبان "أصيلة" ومنها وبها تبدأ الحكاية ، وعليها وعندها تنتهي الرواية ، وبينهما تدور ، ومنها تُحكى وتثور ، حيث تُسطّر "العمة" الماضي ، وتعيش الحاضر ، وتخط المستقبل .. من بركة إلى حافظ ، ومن حافظ إلى جمال ، رحلة أجيالٍ سطّرها الكاتب تارة بالسعادة، وتارة بالحزن، تارة بالرضا، وتارة بالسخط ، وتارة بالفقد ، وأخير باللقاء .
▪️طواف حول الرواية:
ـ أسرار وطيدة ، وأخبار عتيدة ، وأقوال فريدة ، وشخصيات عديدة ، تكاثفت فيها الدموع ، كأنها كُتبت بمداد الوجع ، تعالت فيها الحوقلة ، وتكاثرت فيها الأسئلة ، حول قضيةٍ كانت وما زالت قائمة:
ـ هل الماضي مــــرآةٌ للحاضر أم ..؟
ـ هل يشعر الإنسان بالغربة في وطنه؟
ـ متى يشعر بالأمـــان في ظلّ الحــرب؟
ـ هل الخير في الاتباع أم التحرر والابتداع؟
أسئلة كثيرة تجعل من الرواية عملًا عميقًا، فلسفيًا، وإنسانيًا ..
ـ أما تصوير الشخصيات فإبداع لا حدود له ، رواية أجيال ، كل شخصية لها دلالة ، ورمزية وإحالة ، حتى في اختيار الأسماء ( بركة ـ ست أبوها ـ السنيورة ـ أصيلة ـ حافظ ـ فاتن ـ جمال ـ ممدوح ـ وغيرهم ) ينم كل مسمىً عن باطن شخصيته ، وظاهر حكايته . وغريب روايته .
ـ هذا إلى جانب تكثيف الحوار والحكايات الذي يجعلها رواية اجتماعية ، والعرض الموجز للتاريخ يجعلها رواية بسمةٍ تاريخية ، والتعريج على ذكر مولانا الدسوقي "قدس الله سره" الشريف ، وحلقات الذكر والمديح ، يضفي عليها النكهة الصوفية و. و. و..
ـ هذا، إن دلّ، فإنما يدل على عبقرية من كتب ، وربط المُسبب بالسبب ، وأحلّ السعادة في وهج الغضب ، ونسج دلالاتٍ ومعانيَ متعدّدة ، وطاف بالقضايا البائدة والمتجددة ، في قليل من الأوراق ، أصابك بالحيرة والإغراق ، وأرسل كامل المعاني ، بأقل الألفاظ والمباني.
ـ وأنت تقرأ ذلك كلّه مكتوبًا بلغةٍ عربية فصيحة ، سلسة، يفهمها القاصي والداني، والمثقف والبسيط، والمدقق والمحقق، خالية من الإطناب الممل، والإيجاز المُخلّ، بحوارٍ عامّي كما لهجة القوم والتاريخ آنذاك .. ذلك ما أضفى على الحوار واقعيةً جعلتنا نُعايش الشخصيات، ونُجالسهم، ونسمع منهم، ونطرب معهم.
ـ في حبكة ممتعة مُشبعة ، جعلنا نعيش عمق كل شخصية ، ونؤمن بأسبابها ، رغم التناقض بينهم ، ورغم تعدّد مناحيها وكثرة أفكارها، إلا أنك تراها مصونة داخل أسوارها، كأنما أحاطها بسياجٍ من حديد، وجعل لها بابًا من فولاذ، يبعد عنها ما لا يُراد، ويَصُدّ كل قولٍ نشاز.
▪️بعض الملاحظات:
1ـ تفجيع النكسة وهذا منصف .. وتبسيط النصر وهذا مجحف .
2 ـ بعض الأخطاء في التركيب واللغة والإملاء ، التى أضعفت أحياناً قوة النص .
▪️رأيي الشخصي:
روايةٌ تكشف ، بعقولنا تعصف ، تجعلنا نعرف ، قبل أن نهرف ، من بحرها نغرف أطيبِ الدرر ، في نورها ظلام كما أصل القمر ، في عمقها شجن ، في بطنها مِحَن ، وظاهرها مِنَن ، تُؤرِّق العقول والمضاجع ، وتُسطِّر البلاء والفواجع ، فلا تراك تستكين ، لأنّ فرحها حزين ، ولا تراك تمرح ، ففي حزنها تفرح ، تغمرك بالسكينة والقلق ، عجيبةٌ هي لكل من سَلَك.
▪️ اقتباسات:
- ❞ عبد الناصر نبي بلا رسالة ولا وحي والأنبياء لا يموت ذكرهم ولا معجزاتهم، هكذا يظن أتباعه ❝
ـ ❞ روحي سابحة وياها في العالي.. ساكن الروح مش محتاجين نشوفه. ❝
ـ ❞ متشتريش اللي باعك.. ومتبعش ماضيك عشان متخسرش مستقبلك.. الشجر متطرحش فروعه لو جذوره مش في الأرض ❝
#أبجد
#عزبة_بركة
#أحمد_السملاوي
#مراجعات_محمود_توغان