هي عاشقة للتاريخ فأسكنته كل رواياتها، وفي أحدث رواياتها #شركة_إعانة_المجاريح استطاعت بخفة وجمال كعادتها أن تسلك طريقا ناعما يخطف لبك بسلالة من الخطوة الأولى، القصة ليست عاطفية ولكن مابين سطورها التي تلألأت بدماء الجنود والضحايا المدنيين وبعرق الخوف والمعاناة ترسم منى بعض النظرات واللمسات بين أبطال الرواية يخفق لها قلبك بنشوة تنسيك بشاعة مصائر عشرات ومئات الآلاف من البشر في الفترة مابين الحربين العالمية الأولى والثانية مرورا بوباء الانفلونزا الأسبانية والكوليرا. ومن إخلاص وإنسانية الأب الطبيب شهيد الواجب إلى الإبنة التي ورثت حسه الإنساني العالي وتفانيه في خدمة البشرية مرضاة للخالق.. "ملك" التي يسبح البحر في بؤبؤي عينيها بينما يسدل الليل سواده الحالك على خصلات شعرها والتي تعمل في الهلال الأحمر المصري خلفاً لوالدها الطبيب ادوارد الذي استشهد وهي لا تزال رضيعة لم تتم عامها الأول في الدنيا.
رواية ستأخذك في رحلة رائعة على متن آلة الزمن، ستضرم الحنين إلى زمن بات أكثر بعداً وغربة في هذا العصر الآلي الذي يلوعنا كمداً، وستجعلك مغرماً بمشاهد تاريخية مكتوبة بلغة سينيمائية ثرية الوصف غزيرة الصورة.
منى.. موهبة إبداعية مختلفة ومتفردة شكراً لوجودك في بستان الرواية الإبداعي، وشكراً أكثر لوجودك في دائرة الأصدقاء المقربين. استمعت بالرواية جداً لدرجة أنّي قرأتها في خلال ٢٤ ساعة.
انتظر روايتك الأحدث بفارغ الصبر ونصيحة قلبية لكل من لم يقرأ الرواية : اوعى المتعة تفوتك.