أعلم تمامًا أن دوستويفسكي اسم أدبي كبير وله قاعدة جماهيرية ضخمة، لكنني قرأت “الليالي البيضاء” بعين القارئ الذي يعرف الوحدة جيدًا، لا بعين المبهور بالأسماء.
الرجل في الرواية لم يكن حالمًا كما يحاول أن يبدو، بل كان ضعيفًا بشكل محرج، من النوع الذي لا أراه قدوة ولا حتى إنعكاسًا لرجل يعرف معنى الكرامة رغم انكساراته. طريقته في البوح السريع والمبالغ فيه لفتاة قابلها للتو لم تكن في نظري رومانسية، بل مثيرة للشفقة.
أما الفتاة، فقد بدت سطحية بدورها، تتعلق بشخص بسبب بضع نظرات وتذاكر أوبرا؟ قد أقبل ذلك كتفسير نفسي لعزلتها، لكنها تظل “خفة” لا تليق بهذا القدر من التقديس الأدبي.
خرجت من الرواية بشعور من الخجل لا التعاطف. الخجل من رؤية رجل يُسحق بهذه السهولة أمام أول لمسة حنان، ويذوب كما لو لم يبق له عظم. لا أرى أن هذه الرواية تصوّر “الانكسار في لحظة ضعف”، بل تصوّر الضعف كهوية كاملة.
تقييم شخصي: 5/2
احترامًا للغة الأصلية، والفكرة العامة، لكن السرد لم يخاطب قلبي ولا وجداني. لم أجد نفسي فيه، رغم أنني أعرف الوحدة كما يعرفها هذا “الحالم” وأكثر.