مع مرتبة الشرف
عمرو حسين
256 صفحة
2024
دار دَوِّن للنشر والتوزيع Dawen Publishers
حين يكون الحلم ضد التيار، يصبح الإنجاز أعظم.
■ لقد خضع الكون كله لما وضعت هدفا ،ثم قررت تحقيقه.
هناك نوع خاص من الروايات التي لا تعتمد على عدد الصفحات أو كثرة الشخصيات، بل على الصدق الذي يتسلل من بين السطور، وعلى الروح التي تشبه القارئ أكثر مما تشبه البطل نفسه.
رواية "مع مرتبة الشرف" هي واحدة من هذه الأعمال القليلة؛ عمل أدبي شديد الإنسانية، لا يعلو صوته لكنه يصل إلى القلب مباشرة.
بطل الرواية شاب مصري ينحدر من عائلة عريقة في الطب، بل إن أحد أجداده كان طبيب الملك فاروق ومؤسس مستشفى القصر العيني. وسط هذا الإرث المهني الثقيل، يأتي اختياره ليكسر السلسلة ويقرر أن يصبح مهندسًا، لا بل أن يصل إلى أعلى منصب أكاديمي في الهندسة، أن يصبح رئيس جامعة.
من المشهد الأول – لحظة زلزال ٩٢ – تبدأ الرواية باهتزاز حقيقي، ليس فقط للأرض بل لثوابت البطل نفسه. في لحظة الصدمة، تجمدت مشاعره وكأن شيئًا داخله تحطم للأبد، لكنه في الوقت نفسه انفتح على رؤية أخرى للعالم... عالم يريد أن يصنعه بنفسه.
وبين الحلم والواقع، تتوالى الأحداث، لتضعه في مواجهة مستمرة مع الحياة التي لا تهب شيئًا مجانًا.
أمه تموت وهو في آخر امتحان للتخرج… وفي سخرية قدرية لا تخلو من مرارة، يصبح النجاح الذي طالما سعى إليه هو نفسه السبب في ضياع فرصة التعيين كمعيد بالجامعة.
لكن هنا تبرز سمة الرواية الأساسية: الأمل كصفة لصيقة بالشباب الحقيقي.
الكاتب يرسم ملامح الطريق الذي اختاره بطله بدقة، يجعلنا نعيش معه لحظات الانكسار والانتصار معًا.
الدكتورة هند، تكاد تكون الشخصية النسائية الوحيدة في العمل تقريبًا، تظهر لتجسد "الرفيق والدافع والعقبة" في آنٍ واحد. علاقتها بالبطل لم تكن تقليدية، بل كانت تشبه علاقة الإنسان بحلمه: محفزة أحيانًا، ومعقدة أحيانًا أخرى، لكنها ثابتة في كونها حقيقية.
اما عن الام فكانت الدفئ الوفى لفقدها فى بداية الطريق ولكنها ظلت تحتوي الابن وتطمأنه فى صورة الأخت التى طالما اتجهت بشيء من اليسر والنعومة لتتشبه بامها وتصبح مصدر الدفئ للبيت هى الاخرى حتى أتت بطفلة إعادة بها سيرة الام إلى البيت مرة أخرى بشكل ملموس.
اما الحبيبه فظلت داخل اطارها المتعارف عليه لا هى تشجعه على الحلم ولا هى تصدمه بالواقع فكانت الحبيبه فقط والخطيبة التى تنتظر البيت لا اكثر
اللغة التي استخدمها الكاتب هي ما يمكن وصفه بـ"السهل الممتنع". لا تقع في فخ التعقيد، ولا تستخف بالقارئ، بل تُشبه حديثًا داخليًا طويلًا، كأن الكاتب يكتب سيرته الذاتية دون أن يقولها صراحة. نعيش معه التسعينات، رائحة الورق، إحباطات المجتمع، الأمل في السفر، وأخيرًا الحسم: النجاح لا يكون دائمًا في تحقيق الحلم كما هو، بل في تعديله دون قتله.
الرواية تبلغ ذروتها حين يقرر الأبطال مصيرهم بأنفسهم:
من اختار الاستقرار ناله مع راحة ورضا، ومن اختار الاسكتشاف مضى في طريقه، عارفًا أن الحلم لا يرضى بالقليل. فالعالِم الحقيقي لا يُرضيه منصب أو لقب، بل سعيٌ لا يتوقف.
"مع مرتبة الشرف" ليست فقط عن طلب العلم، بل عن شغف المعرفة، عن العلاقة المعقدة بين ما نريده وما هو ممكن، عن كلفة النجاح الحقيقي في عالم لا يوزع المكافآت بالعدل دائمًا.
هي رواية لكل من كسر قاعدة عائلية ليبني مجده الخاص، لكل من اختار قلبه وعقله في آن، ولكل من لا يزال يعتقد أن الطريق إلى النور يبدأ بخطوة – حتى لو كانت عكس الاتجاه، لكنها لا تنتهى عند الوصول إلى ذلك النور بل تبدأ بالبحث عن نور اسطع واقوى.
اقتباسات راقت لى
■ عجيب امر العلم كلما زاد علمك شعرت بان معرفتك ضئيله عكس الجاهل الذي يراوده احساس غير مبرر بالمعرفه.
■ في حياه كل انسان مرحله يتغير فيها ادراكه لما يحدث حوله يصبح كما ارتدى نظاره طبيه لاول مره في حياته فرأى الدنيا كلها اكثر وضوحا او كشخص رأى العالم من زوايا عده فاصبح مؤهلا لاعاده التفكير والتقييم واتخاذ قرارات مختلفه.
■ الحياه دائما ما تفاجئنا بخطط جديده.
■ من السذاجه ان تظن ان الانطلاق جرياً نحو الهدف البعيد سيجعلك تصل سريعا ،الوصول للاهداف الكبرى يتطلب تخطيطا ونفسا طويلا ،لا باس بالتوقف على فترات للراحه.
في بعض المواقف ستجبر على التراجع للوراء لتفادي بعض الصعوبات ولكن تذكر جيدا طوال الوقت ان تبقى عينيك معلقتين بالوجهه والهدف.
■ احب دائما الذكريات الاولى التي تنطبع في القلب ولا تتغير.
#ما_وراء_الغلاف_مع_DoaaSaad
#مع_مرتبة_الشرف
#عمرو_حسين

