الدراجة المسروقة > مراجعات رواية الدراجة المسروقة > مراجعة maria shamas

الدراجة المسروقة - وو مينج يي, علا الشربيني
تحميل الكتاب

الدراجة المسروقة

تأليف (تأليف) (ترجمة) 3.4
تحميل الكتاب
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
5

لم أكن أعرف مسبقًا شيئًا عن الكاتب التايواني "وو مينچ يي"، لكن عنوان الكتاب وحده كان كافيًا ليشدّني، فهو يوحي بحدث بسيط جدًا في ظاهره، لكنه في العمق يحمل طبقات من الذكريات، والأسى، والبحث عن الذات.

الكتاب لا يدور فقط حول دراجة مسروقة، بل هو أشبه برحلة في الذاكرة، في تاريخ تايوان الاجتماعي والسياسي، وفي حياة الأب، ذلك الغائب الحاضر، الصامت الذي لا يروي، ولا يبرر، ولا يشارك.

أنصح بهذا الكتاب لكل من يستمتع بالقصص التي لا تُروى بطريقة مباشرة، بل تهمس لك شيئًا فشيئًا، كأنك تمشي داخل ذاكرةٍ لا تخصك لكنها تلمسك في أماكن مألوفة.

الرواية تتنقل بين أزمنة وأماكن، وتقدم شخصيات متباعدة ومتشابكة في آنٍ معًا. ما بين الطفولة والكبر، بين تايوان وما حولها، بين الحرب والسلم، وبين الفقد والبحث، تشعر وكأنك تمسك بخيوط كثيرة، لكن الكاتب ينجح في النهاية بجمعها كلها في نقطة واحدة.

تعبير "الخيول الحديدية" المستخدم للإشارة إلى الدراجة أعجبني جدًا، وكأن الكاتب يُعيد تعريف علاقتنا بالأشياء من حولنا، ليس فقط كوسائل تنقل، بل كرموز للحرية، للطفولة، ولما نفقده حين نكبر دون أن نشعر.

من أكثر الفصول التي أثارت فضولي كان الفصل الذي تحدث فيه عن الفيلة. لم تكن الفيلة مجرد حيوانات ضخمة في خلفية المشهد، بل كانت استعارة لكل ما هو قوي ورقيق في آنٍ واحد. حضورها كان غريبًا، لكنه مألوف، يشبه الذكريات التي نكاد ننساها لكنها تظل تلاحقنا. هل نحن مثل تلك الفيلة؟ نحمل ذاكرتنا الثقيلة بصمت، ونمضي؟

شخصيًا، أحببت الطريقة التي يخلط فيها الكاتب بين الحنين، والحقائق التاريخية، والرمزية. كيف تصبح الدراجة مرآة لكل ما فقدته العائلة، ولصوت الأب المبتور، وللوطن المتغير.

كما لفتني اهتمام الكاتب بالتفاصيل المرتبطة بالطبيعة – الفراشات، الغابات، والأشياء الصغيرة التي تتلاشى من حولنا دون أن نشعر، لكنها تبقى هناك، تنتظر من يتذكّرها.

Facebook Twitter Link .
0 يوافقون
اضف تعليق