أسفار مدينة الطين 1: سفر العباءة > مراجعات رواية أسفار مدينة الطين 1: سفر العباءة > مراجعة Mohamed Farid

أسفار مدينة الطين 1: سفر العباءة - سعود السنعوسي
تحميل الكتاب
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
5

أسفار مدينة الطين - سفر العباءة

ثلاثية روائية للكاتب الكويتي المبدع سعود السنعوسي، الحائز على الجائزة العالمية للرواية العربية (البوكر). تتناول هذه الثلاثية التاريخ الكويتي بأسلوب فنتازي ساحر، مركّزة على مرحلة ما قبل اكتشاف النفط، من خلال سرد مشوّق عن رحلات الغوص على اللؤلؤ، وبيوت الطين، وموانئ الصيد.

تنقسم الرواية إلى ثلاثة “أسفار”:

• سِفر العباءة

• سِفر التَبَّة

• سِفر العنفوز

سأتناول اليوم الجزء الأول، “سِفر العباءة”، وهو الجزء الذي أنهيت قراءته.

العباءة التي وردت في العنوان ليست مجرد قطعة قماش، بل هي أسطورة وجدوها البحارة وظنّوها جنية ظهرت لهم من الماء. غير أنني أراها رمزًا يتجاوز الأسطورة: إنها تمثل الغطاء الذي يُخفي الحقيقة، سواء كانت اجتماعية، دينية، أو سياسية.

العباءة هنا ترمز إلى التستّر على الواقع، إلى القشرة التي تُخفي الفساد والانحلال تحت ستار من الفضيلة، في نقدٍ شجاع للمجتمع المحافظ الذي يُحسن الإخفاء أكثر من الإظهار.

الرواية مكتوبة بأسلوب راقٍ مفعم بالإحساس، تشعر كأنك تعيش مع شخصياتها، وتختبر ما يشعرون به، وتبصر ما يرونه بأعينهم.

النساء ينتظرن على الشاطئ عودة الرجال من رحلات الغوص، ينتظرن الزواج، ثم الحمل، فالولادة.

“الصادقات” – العرافات – يُجسّدن الخيال والخرافة في زمنهن، بينما تمثل الطبيبة الأمريكية في الرواية صوت العقل والعلم، في تباين رمزي بين الشرق والموروث، والغرب والعقلانية.

لغة الرواية جميلة، انسيابية، مفهومة رغم تطعيمها باللهجة الكويتية والألفاظ القديمة. لكنها لم تكن حاجزًا، بل على العكس، أسهمت في خلق أجواء زمنية ومكانية غنية، جعلتني أعيش بين أبطال الرواية، وكأنني واحد منهم.

اللغة هنا ليست أداةً للسرد فحسب، بل هي جزء من النسيج الفني للرواية، حاملة لدلالات ومعانٍ عميقة لا تنفصل عن مضمون النص وجمالياته.

أما الفصل "ما سمعته الصخرة" فهو فصل يجب أن يُكتب بماء الذهب! ما هذا الجمال؟ ما هذه العذوبة؟ متعة أدبية خالصة، تحمل من الرقي والبلاغة ما يندر أن تجده في الأعمال المعاصرة.

اقتباسات أعجبتني:

“وصحبُ سليمان والأطفال يوزعون الحلوى والمكسرات على المارَّة وهُم يحملون المصاحف ويهزجون بالتَّحميدة: «الحمدُ لله الذي هدانا، لدينِه القويم اجتبانا». ويلتفُّون حول سليمان: «هذا الغُلامُ قد قَرا وقد كتَبْ، وقد تعلَّم الرسائلْ والخُطَب»، ويردِّد الغُلام معهم والدَّمعُ عالق في محجريه. «علَّمني مُعلِّمٌ ما قَصَّرا، ردَّدني في دَرسِه وكرَّرا، حتى قرأتُ مثله كما قَرا».”

“ذاكرة الطفل تحتفظ بغير المفهوم إلى عُمرٍ مُسمًّى، يفهم فيه المرءُ فيقولُ ليتني نسيتُ ما لم أفهمه صغيرًا.”

“أن بعض الكلام مثل الصَّمتِ لا يقول. وأن بعدَ الصَّمتِ جاءَ الكلامُ مثلَ الصَّمت لم يقُل.”

“النَّومُ خمر المعدمين.”

#فريديات

Facebook Twitter Link .
0 يوافقون
اضف تعليق