* المميزات / نقاط القوة *
- معالجة متميزة لثيمة شهيرة مستهلكة.
- بناء درامي متماسك الى حد كبير.
- نهاية مثيرة انقذت الرواية من السقوط في فخ النمطية.
-----
* العيوب / نقاط الضعف / الملاحظات *
- ايقاع سردي ممل نوعاً حتى الثلث الأخير من الرواية.
- الشخصيات تفتقر الى شيء من العمق والتفاصيل.
- لغة الكتابة تقليدية وغير جذابة.
---------------
مراجعة الرواية:
ها نحن مرة بعد أخرى على موعد مع الخطايا السبع الشهيرة. هي ثيمة اكل عليها الدهر وشرب وكتب عنها الجميع بلا استثناء. هذا لا ينفي جاذبيتها بطبيعة الحال فهي من صميم تكوين البشر منذ بدء الخليقة.
من يقرر الكتابة عنها عليه ان يعتمد على تقديم معالجة مختلفة والا فالسقوط محتوم في بئر التقليدية. لحسن الحظ نجونا مع ( الألم يُحصد الأن ) وإن جاءت النجاة متأخرة بعض الشيء بسبب بطء الإيقاع رغم جاذبية الحبكة.
لندخل في الموضوع مباشرة.
* الفكرة / الحبكة *
من خلال ست ملفات طبية لحالات مرضية يُشرف على علاجها طبيب نفسي في عيادته ، قام باختيارها بدقة متناهية كي يُفرغها في تسجيلات لغرض ما ، نستعرض ستة خطايا من أصل سبعة معروفة ارتكبها هؤلاء المرضى. لحد اللحظة لا جديد تحت الشمس.
يتبقى الخطيئة السابعة. من صاحبها ؟. من هنا نبدأ المرح. ستجد مفاجأت مثيرة وجذابة رغم كونها جاءت متأخرة.
* السرد / البناء الدرامي *
اعتمدت الكاتبة على تعدد الأصوات السردية وجميعها على طريقة الراوي المتكلم.
على مدار ثلثي الرواية تقريباً لا يشعر القارىء بأي اثارة تقريباً. الايقاع اقرب الى الملل. هي حكايات اشبه بدردشه بين الطبيب ومرضاه. شخصياً فقدت الكثير من الاهتمام لكن هذا لم يكن ليمنعني من المضي قدماً واستكمال القراءة حتى يمكنني الحكم بموضوعية.
حمداً لله استيقظ السرد النائم من سباته وتحسنت الأمور كثيراً مع بداية الملف الطبي السابع تحديداً وحتى النهاية.
رغم ما سبق ، بناء الأحداث كان على قدر كبير جداً من التماسك ، ولم تفقد الكاتبة سيطرتها على الخط الدرامي للرواية ككل.
* الشخصيات *
الشخصيات كانت تحتاج لفرد مساحات لها أكبر مما تم تقديمه. هي تحمل الكثير من العطب النفسي الذي يسمح لنسج المزيد من التفاصيل والعمق المطلوبين لاعطاء صورة ذهنية أقوى تنطبع في ذهن القارىء وتترك بصمة تسمح له بالتعاطف معهم بشكل أكبر.
شخصية الطبيب النفسي على الأخص ظُلمت كثيراً في تقديمها ولم تأخذ حقها في البناء ووقتها الكافي باعتبارها الشخصية المحركة لكل الأحداث.
باختصار يمكن تقييم عنصر الشخصيات بمستوى متوسط / جيد من حيث البناء والخلفيات والتأثير وردود الأفعال الخ.
* اللغة / الحوار *
سرداً وحواراً فاللغة عادية جداً وربما مفتعلة في اوقات كثيرة. لم اتأثر بمعاناة المرضى النفسية على الإطلاق.
* النهاية *
هناك روايات تنقذها النهايات. هذه واحدة منهم. لن انكر اعجابي الكبير بالخاتمة ، خاصة انها جاءت على مرحلتين او يمكن وصفها أنها ذات روحين. قررت الكاتبة ابهار القارىء وترك بصمة بشكل ما وحسناً فعلت.
رواية كان وضع تقييم عادل لها - من وجهة نظري - مُحيراً نوعاً ما حيث تعادلت المميزات مع الملاحظات بشكل واضح ، وكانت فوارق التفضيل ضئيلة لكنها حسمت النتيجة النهائية.