اسم الرواية : فرات شامي
اسم الكاتبة : رفعة الراوي
دار النشر : ابهار للنشر والتوزيع
عدد الصفحات : 175 ابجد
سنة النشر : 2025
تصنيف الرواية : قصص وروايات
التقييم :⭐⭐⭐⭐
نبذة عن الرواية :
تبدأ الرواية مع رفيف وهي تتحدث عن نفسها وعن حبها للرسم،و تحب كثيراً رسوم فان جوخ التي تنعكس، على أسلوبها اللاواقعي، ومناظر الحياة البسيطة والطبيعية، وكذلك نحب رسمته "ليلة النجوم" التي رسمتها بنفسه مرة رغم أنه لا تحب النسخ، وتحب أيضًا للرسائل المكتوبة بخط اليد، وتحب خط يد نزار قباني المميز وحاولت تقليده في كتابة قصيدته رسالة من تحت الماء، وتحب كذلك الشموع المضيئة، وبعدين تأخذنا في رحلة مع أربعة حكايات مختلفة .
الحكاية الأولي:
تتحدث عن نفسها وعالمه الخيالي الذي تعيش فيه وتتخيل كل ما تريده في عالمه الخيالي وبدايته من الرسم وان الرسم بالنسبة له سرًا غامضًا، وجدت بدايته في زهرة الجلنار، تلك هي ثمرة الرمان قبل أن يكتمل نُضجها، فكانت هي مدخل حبه الأول للرسم، من شجرة جده في "السيلة"، وبعدها تقرر أن تعرض لوحاته في دكانه العم عروة ، وتتحدث عن شخصيته أنه ولدت بحس مرهف وحساسية مفرطة، وتملك لغة وتجيد صياغتها، لكنه لا تفهم لماذا، عندما تكون هي المعنية، تتخلى عنه الكلمات لتبقى حبيسة داخل صدري، وتنقلنا إلي عام ألفين، وعلى طريق الشام السريع، خرجت والدته من البوكمال لتضَع حملها في دمشق بعد عشر سنوات من العقم والقهر، تضع توأم هي وعفيف أخيه، وتكلمنا عن أخيه عفيف، لم يكن فقط أخيه التوأم، كان أيضًا صديق طفولته، بل عالم الطفولة كله، كان صندوق أسراره وأفكاره وأحلامه الصغيرة، وعلى الرغم من اختلاقه عوالم أخرى، ثم تحدثنا عن شعوره عند سقوط قذيفة علي مدخل بيتها لم يبقي من المدخل غير الباب حتي الجدران انهارت .
❞ هذه المرة الأولى التي رأيت فيها بابًا حديديًا يُصاب بنوبةِ هلعٍ تؤدي إلى انهياره! ❝
توصف لنا شعوره ❞ كانت تلك الأيام مروعة في تفاصيلها أكثر مما يمكن أن تحكى، شهدت عيناه أحداثًا لم تخبره بها الكلمات، لم يخبره عنها أحد، كنت تراها بأم عيني، كنت أعيشها في صمت❝
لقد غادرة أرضها وهي في سن الحادية عشر، مع أمها ، عمها مصطفى، واخيها .
الحكاية الثانية :
تحدثنا عن والد جده، جد أبيه، شخصًا ورِعًا ذا هيبةٍ وجلالٍ، أطلقوا عليه لقب "المُلَّا علي"، اللقب القديم الذي يُطلق على مَنْ يتولَّى تعليم الأطفال القرآن الكريم واللغة العربية، وكان مع هذا يعملُ أيضًا على آلةِ "الجومة" الشهيرة، آلة الغزْل وحِياكة الصوف والشَّفْ، وكان يُتقنها ببراعة ليؤمِّن بها متطلبات عائلته الكبيرة، عائلته التي كانت تضم زوجته الأولى، كتانة، وزوجته الثانية التي فرّت منه بسبب أنه لا يعيش له ولد، وزوجته الثالثة التي أنجبت له ابنته هدلة، فزوجته الرابعة صالحة التي أنجبت له عشرة أبناء أضافوا رونقًا جديدًا إلى العائلة،استقرَّ في هذا الحوش جدِّه مع زوجاته وأولاده العشرة، إضافة إلى ابنته الكبرى هدلة، وأصبح مع مرور الأيام يجمع الأخوة التسعة بعد فقدان أخيهم الأصغر عبد اللطيف، أو لطفي الذي مات وهو يحاول بجسده الضعيف ، ثم تحدثنا عن جده عبد المجيد، الابن السادس للملّا علي، كان عبد المجيد منذ صغره يفرض تميزه عليهم، مما كان يدفع إخوته في بعض الأحيان لمضايقته، وكيف كان يتحمل المسؤولية في سن صغير كما لو كان رجل في العشرين، كان يذهب يومًا بعد يومٍ إلى مدينة القائم العراقية التي تبعد حوالي خمس كيلومترات عن البوكمال لبيع الخضار في أسواقها، يبيع ما يكفيه من أجل يومه، ويعود بما تبقى ليبدأ من جديد في اليوم التالي،وبعدها عمل في صنعة الميكاينك وكان عبد المجيد لم يتجاوز الثانية عشرة من عمره، وبعدها ذهب للعمل في بيروت وشارك رجلا ارمنيًا في تجارة الملابس الجاهزة وتعرض لموقف جعله يصفي شراكتهما، ثم عثر علي عمل للإشراف على مكائن ضخ المياة من النهر لحارات النهر المدينة الكبيرة، ذات يوم إصابته الملاريا ونفاد ماله المدخر لسداد أجرة المستشفى الخاصة التي استقبلته للعلاج، وعندما تماثل للشفاء كان قد قرر أن يودع بيروت وداعه الأخير ، وبعدها حصل علي فرصة عمل في مجال المكائن ولكن في حيفا، لم يكن من السهل العبور من سورية الواقعة وقتذاك تحت نفوذ فرنسا، للوصول لفلسطين التي كانت واقعة بدورها تحت نفوذ بريطانيا، ولكنه مره بمخاطر كبيرة واستطاع العبور الي فلسطين وكان عملها يهدف إلي تعبيد الطرق من حدود لبنان الي حدود مصر ، وتكلمنا عن الثورة الفلسطيني بل كانت نتيجة حتمية لعوامل تراكمت وأثقلت كاهل الفلسطينيين، فتوافد اليهود إلى فلسطين لم يتوقف، بل ازداد بوتيرة متسارعة تحت حماية وتستر من الحكومة البريطانية، فازداد عدد أفرادها وتوسعت مهماتها،فيما كانت المستوطنات اليهودية تتحول إلى بؤَر عدوان، تهاجم المدن والقرى الفلسطينية، وتمارس الإرهاب ضد السكان، لم يكن ذلك كافيًا، فالسلاح كان يُصنَّع ويُهرَّب بكميات كبيرة ويوزع سرا على المستعمرات، حتى بات الفلسطينيون يدركون أن الاستيطان يسير إليهم بخطًى ثابتة، وأن الوقت لا ينتظر أحدًا، وأنه لا مفر من الحراك العاجل قبل أن يبتلعهم الطوفان ،وبعدها تزوج عبد الحميد من مريم اخت صديقه أحمد، وليبدآ معًا حياة ممتلئة بالحب والطمأنينة، وبعد عام وضعت جدتها مريم مولودها الأول، وأسمتها راوية، كان قرار تقسيم فلسطين الذي كان بمثابة طعنة في قلب الوطن، حيث تم الاعتراف بدولة يهودية على أرضه، في تلك اللحظات العصيبة .
الحكاية الثالثة :
تتحدث عن عودة عبد المجيد الي البوكمال مع مريم وأبنائه الثلاثة (رواية ، حسام ، وكميليا) عاد إلي أهله رجلاً كبيراً بعد أن غادرهم طفلاً ، وكان من العسير أن يستقروا في نفس البيت مع اخوته جميعاً دفعة واحدة ، بسبب ضيق المساحة والافتقار إلي التنظيم ،والصدمة الحقيقية كانت لمريم حين اكتشفت أن العائلتين تتقاسمان غرفة واحدة، لا يفصل بينهما سوى ستارة غليظة، لذلك استضافتهم أحد أبناء عمومتهم من الروايين حتي تستقر الأوضاع ،استمر ذلك لبعض الوقت، حتى استقر بهم الحال أخيرًا مع إخوته، حيث خُصِّصت لهم غرفة الضيافة، نظرًا لاتساعها مقارنة بباقي الغرف، اما عبد المجيد قرر أحياء ارضي والده بعد محاولة للعودة إلي عمله في شركة الريفاينري بفرعها في دير الزور البلد، لكنه لم يجد ما يليق بخبرته السابقة؛ لكن مريم لم تستطع تحمل أهمل عبد المجيد للحياة بأكملها وحاولت إقناعه بالعودة الي فلسطين ، وبعد عشر سنوات من انتقالهم للبوكمال، كانت مريم تحمل طفلها الخامس، أرسلت سرًا إلى أخيها رفيق مكتوبًا فيه: "تعالَ وخذني معك، لم أعد أطيق مشقة الحياة والعمل والتربية دفعة واحدة." وبعدها وضعت مريم طفلها في نابلس وسمته مصطفى، وبعد عامين، عاد جدي ليأخذ جدتي مريم وأطفالهم، وكانت تلك آخر مرة تعانق فيها قدماه أرض فلسطين بعدها، صار أهلها يزورونهم في سورية بين حين وآخر ،توالت الأيام حتى اعتادت جدّتي الحياة كما كُتبت لها، واعتادت الرجل الذي وهبته قلبها والأهم أنهما رغم كل شيء مضيَا معًا، يكملان لحن الحياة بتناسق، حتى وإن اختلف الإيقاع أحيانًا، لكن الحياة كانت قد صارت أسهل عليهما.
الحكاية الرابعة :
تحكي عندما كنت رفيف في التاسعة من عمري، كنت تذهب مع أمي في أوقات منتظمة بالسنة لتقدم اختباراتها النهائية في كلية الإمام الأوزاعي التي تقع في الشام البلد، عندما عرض عليه طفلاً أن ترقص معها الرقصة الأولي ،ولكن تلك الرقصة تركت فيه شعوراً مختلفاً، وظللت تسأل نفسه فترة طويلة عن ذلك الطفل الذي صادفته ذلك اليوم في ركن الدين، عن المكان الذي يسكن فيه ، تمر السنين وتعود إلى دمشق في زيارة غير دائمة ،وكان بسبب عودته العم عورة لزيارة أبنته المحامية رغد ، وتبدأ في استرجاع ذكريات الطفولة في دمشق، فحدثت رغد عن ذلك الطفل الذي قابلته في ركن الدين وعن إسمه وقالت رغد إن الإسم يبدوا مألوفًا، ثم تحدثها عن بيت نزار قباني الذي تحول إلى مكان يجتمع فيه المثقفون لسماع الشعر ومناقشته، وعرضت عليه أن تأخذه إليه غدًا، وافقت على الفور دون تردد، في بيت نزار قباني الذي يقع في أزقَّة الحارات الضيقة بالقرب من البزورية، وتقدم أحد الشباب قبل أن ينشد مختاره من شهر نزار وبدأ بتعريف نفسه "عماد ساري محمد" وأنه وكأي بنت شامية انطلق عنان خيالي ليرسم ملامح قصة حبها واضعًا بدايتها عند أعتاب جبل قاسيون هناك وقفنا بحب، بين الجبال الشامخة التي شهدت أول معرفتنا، وقررت أن أخبر رغد بأن هذا الشباب "عماد ساري" هو الطفل الذي راقصني بحديقة في ركن الدين ، ساذهب واتحدث معاه أذا تذكرني فما احلي وأن لم يفعل فلا بأس، ولكن اوقفتني رغد وقالت إن هذا الشاب مخبر ولكني لم اصدق ولكن اخذتني وغادرًا المكان، وفي الصباح ذهباً الي المحكمة العامة وهناك استخدمت علاقاتها لتضع بين يدي ملفات تحوي سجلات مفصَّلة عن عمليات الاعتقال الذي استند حكم النظام فيها إلى إدلاءات هذا المخبر عنهم، ووضعت بين يدي عشرات التأشيرات التي كانت ترشد إلى أماكن تواجد الأفراد المعارضين وخط سيرهم اليومي، وحكت لي أن أكثر هذه الأسماء لقت مصرعها أو اختفت في ظروف غامضة، كان مخبرا دنيئا يرمي بالآخرين في السجن أو يدبر لاغتيالهم من قبل عناصر الدولة السرية .
وبعدها عادت رفيف إلي الشارقة من نافذة الطائرة بدت الشارقة كحُلمٍ بعيد يتوارى تحت الأفق المغمور بالشمس، استقبله "عمه حسام" في المطار ولكن فجأة بمظهره الكئيب الذي عدت بها وخيبة الأمل ،بقيت صامته طول الطريق تتنهد في سره رغم محاولات إخفائه،ثم نظر عمه إليه وقال هل قلت لكي صحيح انك تشبهين مريم حتي بشخصيتها ؟
ونظر في عينيها مباشراً وقال "إن أحببتِ، فأحبِّي مقاومًا، فلسطينيًّا، وثائرْ
كجدِّك عبد المجيد، ورضا، وعبد القادر" .
رأيي في الرواية :
رواية اجتماعية تاريخية جميلة جداً وتتحدث عن فترة مهمة جداً في الشام وفلسطين عرفت كثيراً من التفاصيل عن أحداث فلسطين وسوريا من الرواية ، الرواية بتحمل كثير من المشاعر بتلمس قلبك وروحك ، تنتقل الرواية بين الماضى والحاضر بأسلوب سهل اعجبتني طريقة سرد الأحداث .
الغلاف وإسم الرواية :
الغلاف معبر عن أحداث الرواية ،ولكن اسم الرواية كان غريب جداً في البداية لكني عرفت معناه عندما قراءة الرواية.
اللغة :
كانت باللغة العربية الفصحى وهناك كلمات من اللهجة السورية و النابلسية في الحوار ولكنها ليست كثيرة .
اقتباسات :
❞ رفت أن الفن سارقٌ، وآثمٌ في تغوُّله في النفس، إلا أن العزاء أنه من بعد ذلك يمنحنا بيده السخيَّة المعطاءة جميع ثمن ما سرقه منَّا. ❝
❞ حبٌّ أنقى من لمعةٍ خاطفة فوق موجةٍ تكاد تثور في المحيط، ❝
❞ علَّمتني تلك اللحظة أن الاعتراف قد يجعل من الأشياء التي تبدو صغيرة، أشياء أكبر، وأننا نكتسب الراحة في العودة إلى الحقيقة. ❝
❞ إننا إذا حاولنا النسيان، سيظلّ يتسلَّل إلينا هذا الجرح الملطَّخ في كل زاوية، يذكِّرنا بأن الحياة لم تعد كما كانت، لقد أضحت الأرض تنبض بدماء أبنائها وأصبحت كل قطرة دمٍ تمثِّل ذكرى، تمثِّل لحظة وجعٍ لا يمكن الهروب منها، ❝
❞ ومن ثمَّ أدركت أن للموت رائحة تشبه رائحة المسك، تلك الرائحة التي تختلط بالحزن، ❝
❞ إلا أنه لا جفاءَ يستمر، وعلى الشوقِ أن يأكلَ قلبَ أحدهم حتى يُبقِي أثر قضماته دالًّا عليه، فيحسُّ بما يجدر به أن يحسَّ. ❝
❞ وكأن الحياة تُعلّمهم أن الثبات هو السبيل الوحيد للمُضِيّ قُدُمًا وسط العواصف. ❝
❞ في كل بيت، لا بد أن يغيب صوتٌ عزيز، إمَّا برحيلٍ أبديٍّ لا رجعةَ فيه، أو بفراق تفرضه الحياة، تاركًا خلفه فراغًا لا يُملأ وحنينًا لا يخبو. ❝
❞ أن المرأة مثل زهرة، لا تحتاج إلى أن تنطق بحاجتها إلى الماء، فذبول أوراقها وحده كفيل بأن يخبر العالم بأنها عطشى، ❝
❞ طالما طالت الغُربة وأصبح موعد اللقاء صعبًا يا وطني. حتى الفراغات بين أصابعي، كانت تتلهف لأن تملأها أصابع كف يدك، لا تريد سواها. ❝
❞ "إن أحببتِ، فأحبِّي مقاومًا، فلسطينيًّا، وثائرْ " ❝
❞ وأن الأبطال الذين لا حقَّ لهم في أن يعيشوا مثل بقية الناس، سيُدفنون خالدين في صفحات التاريخ، ❝
#أبجد
#فرات_شامي
#رفعة_الراوي