العمل : مع مرتبة الشرف
الكاتب : عمرو حسين
دار النشر : دون
● مذكرات يومية
ربما هذا هو العنوان الأمثل بعد انتهائي من القراءة في فترة وجيزة لسهولة العمل و توقع كل أحداثه لأن معظمها نمر بها أو صادفنا الكثير من الشباب مروا بها فلم يكن هناك فى تلك الأحداث شئ مشوق تنتظر معرفته في الصفحات التالية لا سيما بعد البداية التى توقعت معها حدوث زلزال بالفعل و لكني وجدت أن الأمور تسير عادية
فالبطل وليد من عائلة كلها تمتهن الطب دراسة و عمل و بيزنس خاص فتوقع له الجميع ألا يخرج عن المألوف و المستقبل الذي رُسم له و لكن وليد قرر أن يحدث زلزال في العائلة و يصدم والده بألا يعيش في جلباب عائلته و حاول بكل جهد تأجيل مواجهته و معركته مع أسرته حتى لحظة اختيار الرغبات و شبه تلك الرغبة بزلزال أكتوبر ٩٢ بل أشد منه لكن الوالد و الوالدة أفسدوا خياله و رحبوا بكل حب باختياره مع تعهده أن يصبح أستاذ جامعي مثلهم
● شخصية البطل
ربما يرى البعض أن شخصية وليد مستقلة و قوية لكني اراه ضعيف متخبط متردد فتجده ينهار سريعًا مع أول أسبوع دراسي و لا يعرف ماذا يريد بالتحديد حتى في حياته العاطفية و يتضح ذلك بتعلقه بوالدته حتى بعد رحليها كان يستعديها كثيرًا و قامت اخته " مروة " بنفس الدور
و يظهر ضعف وليد في أول مواجهة مع والده ليوعده أنه اختار الهندسة لكنه سوف يصبح رئيسًا للجامعة و هي في نظري مجرد رشوة و تهدئة ليس إلا
كذلك في موقفه من الارتباط بويسام لم تكن لديه القدرة على مواجهتها و قد استشف ذلك صديقه و زميله " محسن " فتبرع بمساعدته دون العودة له و اقتحم حياته الخاصة بأن فاتح حبيبته برغبة وليد في الارتباط بها
و بمرور الأحداث سوف تشعر بتخبطه في مواقف كثيرة تحتاج فقط أن تفهم شخصيته لتعرف كيف سيتصرف في باقي حياته
وليد و إن كان من المتفوقين في دراسته لكنه شخصية تتسم بكثير من السذاجة و يحتاج إلى من يقوده و يوجهه فكان من السهل على خطيبته أن تلقنه درسًا ألا يتخذ قرارًا دون الرجوع لها و قد استجاب
و استغل ذلك السمسار سمير الذي سيطر عليه تمامًا و كان فريسة له لم يفكر أحد أن ينقذه منه حتى وصل الأمر أن أجل السفر للخارج بسببه كأن وليد عدم عائلته التى تباهى بها في البداية
● اللغة : جاءت باللغة العربية الفصحى البسيطة و كذلك الحوار مع بعض المصطلحات فرضتها الظروف لتكون بالعامية عند حديثه عن تجهيز الشقة و العمال.
● السرد و الحوار : جاء بضمير المتكلم بسيط جدًا حيث شاب يحكي عن مذكراته منذ انتهاءه من الثانوية العامة حتى حصوله على الدكتوراة و سهولة السرد يعود لطبيعة العمل فهو نقل حديث يومي عادي مثل الذي يجري بين العامة يخلو من الشكل الأدبي و البلاغي و ليس به عمق أو رسالة رمزية أو اسقاطات فجاء كأسلوب خبري جاف.
كل فقرة بدأت بفعل في الماضي ليخبرنا عن يومه فابتعد العمل عن الشكل الروائي بدرجة كبيرة و كانت هناك محاولة لمزجه بأعمال التنمية الذاتية لكنه لم يحقق الهدف ربما لطبيعة شحصية البطل الساذجة، حتى عند حديثه عن قصة حبه جاءت سريعة تنم عن خجل وليد و عدم تمرسه في الحياة.
كان هناك إسهاب و إطالة في أمور كثيرة جدًا مثل تكرار الحديث عن عائلته و الطب و حديثه مع حارث الفيلا ثم الإطالة الشديدة في " تشطيب الشقة " كانت مفتعلة و أعطى مساحة كبيرة لشخصية السمسار سمير الذي يشبه شخصية أحمد ذكي في فيلم البيه البواب.
● شخصيات العمل :
و لأن البطل يحكي عن نفسه فكان هو محور الأحداث فلم يحتاج العمل سوى شخصيات تسنده و ليست أساسية خلاف شخصية والدته التى لعبت دور مهم جدًا في حياته رغم رحيلها مبكرًا و هناك شخصيات أخذت مساحة كبير لم يكن هناك داعي لها مثل السمسار سمير.
● مشاكل الشباب :
تعرض الكاتب لكثير من مشاكل الشباب في بداية حياته و حماسه الشديد في إنجاز كل شئ و تحميله فوق طاقته فوليد هنا تخرج من الجامعة و قرر أن يرتبط رسميًا دون انتظار أن يصبح جاهزًا للمسؤولية فتعرض لضغط طلبات أسرة وسام ثم أصبح فريسة للسماسرة و العمال و اضطر أن يخالف مبادئه الاخلاقية في إعطاء دروس للطلبة فهي انتكاسة تهبط من قدره بالإضافة يعرض نفسه للمسائلة و خسارة فرصة تعينه ثم البحث عن العمل بجانب الكلية و الدراسات العليا فكان و لابد أن يخسر
• تعرض الكاتب البيروقراطية و الروتين الذي أفقد الوطن خيرة شبابه في الخارج و قوانين بالية تحتاج إلى نسفها استغلها الشباب للهروب بأنفسهم و لم يردوا للوطن حقوقه، حتى في تلك لم يفعلها وليد من تلقاء نفسه بل كان مقلدًا.
ملاحظات :
• رغبات الثانوية العامة يجب أن تملئ جميعها و لا يكتفي برغبة واحدة و مسألة أنه حصل على مجموع كبير لم يصل له السادة الأطباء في العائلة ليس دليل على تفوقه بل اختلاف قوة الامتحان فربما تجد عمه قد دخل الطب ب ٧٥% و في عامه كان الطب يفوق ال ٩٠%
• الحديث عن مذاق الفراخ وقت الزلزال تعبير اقرأه فقط في الأعمال المترجمة و الأفلام الأجنبية لكن هنا لا أستسيغه أشعر أنه دخيل
• ارتباطه بوالدته كان له أثر كبير على دراسته مما تقهقر إلى المركز الرابع و كان على والده و أسرته تقديم الدعم الذي يمنعه من الانهزام ( في موقف واقعي مشابه مات والد طالبة أثناء امتحانها و قامت الأم بفعل عجيب بتأجيل أخذ العزاء حتى تنتهي امتحانات أبنتها)
• يعيب العمل في عدم دقة تحريره و أعتقد يفتقد لمحرر جيد كان اختلف العمل.
• كان عليه أن يدرك سبب تغير موقف سكرتيرة رئيس الجامعة تجاهه و القارئ سوف يتسائل أين دور والده في رد الحق لإبنه المظلوم ؟ حدث مع موقف مشابه و لم أجد أي وساطة فطلبت بإلحاح مقابلة عميد كلية الهندسة و بإصرار استطعت مقابلته و استجاب لطلبي حتى أنه سألني لماذا تريد تغيير قسم ميكانيكا فأخبرته أنني أكره الرسم الهندسي و أستاذه فضحك و أخبرني أن تخصصه رسم هندسي 😊
• في القطاع الخاص لا يوجد أجازة بدون مرتب لسنوات أو حتى سنة لذلك لا يمكن لخطيبته فعلها
• اسهب الكاتب و أطال في حديثه عن تشطيب الشقة بل جعلها أكبر المعوقات التى واجهت البطل و كادت تقضي على أحلامه المهنية و هو شئ عجيب بالإضافة أنه حدد تكلفة التشطيب بمبلغ يقارن ثمن الشقة في مكان مميز و مبلغ التشطيب مائة ألف في التسعينات مُبالغ فيه بشكل غير مدروس خصوصًا الشقة صغيرة
• كيف لطالب ماجستير لم ينتهى منه بعد أن يخاطب جامعات خارجية للحصول على درجة الدكتوراة فقد صاحبت كثير من الأصدقاء و لم أشاهد ذلك لا أعلم مدى صحتها
• حكاية وليد مع الدكتورة حنان المشرفة على رسالته فيها فانتازيا غريبة المفروض بيحكي واقع لكن الأمر خرج بشكل ساذج
● وليد أبو المكارم ليس الأفضل و كذلك والده
و أخيرًا رواية مع مرتبة الشرف لم يظهر فيها كفاح أو معوقات شديدة عصفت بالبطل فوقع ثم نهض بل كانت رحلة مثالية يمر بها الكثير و في نهاية المطاف لم يحقق شيئًا مختلفًا أو مميزًا بل لو كان أخذ قصة زويل مثالًا لوجد فيها الكثير
في النهاية ربما تتفوق بامتياز في دراستك مع مرتبة الشرف لكنك تظل بدرجة مقبول في اختبار الحياة و ربما تفشل لذلك التوازن مطلوب و على الآباء أن يقتربوا من أبناءهم ليعرفوهم عن قرب و ليس كما فعل الدكتور كمال أبو المكارم بل نأخذ والدة وليد و إبنتها كمثال ناجح.
#مسابقة_ريفيوهات_مع_مرتبة_الشرف
#ريفيو_على_أدى
#ماجد_شعير