ختلف التحديات من شخص الي اخر
فما نجده من الصعاب والعقبات قد يكون لا شئ لأشخاص اخرين
طوال رحلة القراءة لرواية مع مرتبة الشرف كان السؤال الذي يدور في عقلي هل ما تعرض له وليد ابو المكارم يعتبر عقبات وصعاب مستحيلة والتحديات التي كانت في طريقة يعجز البعض عن تخطيها
في البداية الرواية من الروايات الطيبة كدة رواية هادئة ودافئة أحدثها غير متوقعه لأني بصراحة كنت فاكر ان البطل هيلاقي تحديات وصعاب اكبر من كدة
تدور الاحداث عن وليد ابو المكارم الشاب الذي ينمتي لأسرة ميسورة الحال جميع افرادها أطباء ويمتهنون المهنة الطب منذ القدم فالجد الكبير كان طبيب والذي كانت له علاقة بالأسرة المالكة والملك فاروق
يعيش وليد حياة مترفه قريب جدا من والدته الطبيبة التي تمارس مهنة الطب في عيادتها في الكيت كات وتقوم بالكشف المجاني علي الاسر البسيطة ويقرر وليد انه لن يكمل سير العائلة في مهنة الطب وينوي ان يدخل كلية الهندسة ويفاجأ الاب بذلك القرار ولكنه لا يمانع ويتعهد وليد ان يكون من الأوائل وان يكون دكتور ايضا بل انه ذهب الي اكبر من ذلك وتعهد لهم ان يكون رئيس الجامعة
وبكل تركيزه علي هدفه في ان يكون من أوائل الدفعة يسير وليد في طريقه الي ان تتوفي والدته ويخفق في احدي المواد الي ان يقرر ان يعود الي سابق عهده ويوفي بوعده الي اسرته وخاصه والدته
يتعرض وليد الي بعض الصعاب في ان يكون معيد في الكلية الي ان يعين وذلك بعد دفعته بعامين لان القانون يسمح بان يعين المتوفقين في العام التالي اذا كان مجموعة اعلي من الدفعة
وفي اثناء محاولات وليد الي السعي في الحصول علي الماجيستير والدكتوراه يتسجل مع الدكتورة حنان التي تعامله بالكثير من الجفاء والصرامة ولكننا نكتشف ان سبب تلك المعاملة كان في ان والده توسط في تعيينه ولكن مع الاحداث نجد انها مع ذالك لم تتعسف او تقوم بقهره بل انها في شدتها اثناء البحث كانت النتيجة انها اخرجت افضل ما عند وليد
ثم ناتي بعلاقة وليد مع حبيبته وسام والتي لم تضحي باي شئ في سبيل حبهم فهي قد صممت علي ان يغير سيراميك الشقة مع انها كانت تعلم بظروفه جيدا
سافرنا مع وليد الي أمريكا مطلع الالفينات وشاهدنا مجتمع الطلاب في الجامعات الامريكية في ذلك الوقت
عجبني جدا علاقة وليد بوالدته وتلك الحالة من الصداقة والتفاهم والتعلق واعتقد ان وليد لم يكن له اصدقاء مقربين حتي مرحلة الجامعة
تتشابه ذكريات وليد مع اغلب جيلنا في تعلقهم بالقراءة من اول وعيهم علي ميكي وسمير وروايات نبيل فاروق واحمد خالد توفيق ومجلة الشباب وقراءة بريد الجمعة وكتب عبد الوهاب مطاوع
فكرني مشهد الزلزال بذكريتنا عنه وعن اجمل ايام العمر في التسعينات وعن امهاتنا رحمهم الله
لم تكن رواية عن التحدي في الوصول الي الهدف فقد ولكنها كانت مليئة بالذكريات والتفاصيل الجملية التي عشناها ونفتقدها
ملاحظات علي الراوية
اعتقد ان ما تعرض له وليد من انه كان يعمل بشركة الاتصالات الي جوار عمله معيد وتحضير رسالة الماجيستير ان هذا هو العادي لألف الأشخاص بل ان هناك قصص كفاح اعقد من قصة وليد بمراحل
وان ما كانت تفعله دكتورة حنان لا يذكر مع حالات حقيقة لتعنت وتعسف وقهر الدكاترة لطلاب الماجيستير
ولكن علي المستوي العام الرواية جميلة وتشعر انك تشاهد عمل من اعمال الدراما الدافي الممتع
الرواية اقرب الي السيرة الذاتية من الرواية يعني طول الوقت وانا حاسس ان دي مذكرات شخص حقيقي
مجهود المؤلف ظاهر جدا في التدقيق والمراجعة للقوانين والعمل الاكاديمي
يمر المؤلف علي المجتمع المصري ويصف بعض احواله
اعتقد ان سمير السمسار قد مر بتحديات اثناء تحوله من سمسار الي مقاول وصاحب شركات عقارية هي أيضا مسيرة كفاح يشار اليها بالبنان فهو أيضا نجح في ان يكون شخص ذو شان وان كان تعرض المؤلف له علي سبيل الحط من قدره بعد ان اصبح من أصحاب البطاقات والسيارة الفارهة
فانا اري انه اجتهد وسعي وراء هدفه الي ان اصبح صاحب شركة
لم تكن رواية عن التحدي في الوصول الي الهدف فقد ولكنها كانت مليئة بالذكريات والتفاصيل الجميلة التي عشناها ونفتقدها
اللغة جائت بسيطة وسلسة ولغة الرواية هي اللغة العربية الفصحي وكان المؤلف متمكن من مفرداته من اللغة جيدا
السرد . استعمل المؤلف سرد الانا واعتقد انه انا المؤلف ولذلك جائت الرواية اقرب الي السيرة الذاتية
الشخصيات رسمت بعناية شديدة وتفاصيل مهمة وخلفيات تبرر افعالها