في قرية نائية غارقة في الصمت والانعزال، تعثر الشرطة على جثة امرأة مسيحية لا يعرفها أحد من أهل القرية، فيبدو المشهد في البداية كجريمة قتل عابرة، بلا خيوط ولا دافع. لكن مع دخول شاكر المنياوي التيكتوكر الشغوف بحل ألغاز الجرائم، تتبدد الضبابية تدريجيًا لنكتشف أننا أمام حكاية أكثر تعقيدًا مما توحي به بدايتها.
شاكر، بشخصيته الفضولية والحادة، لا يكتفي بتصوير الوقائع بل يغوص في الاعماق، ويبدأ رحلة بحث تقوده لاكتشاف أن الضحية لم تكن مجرد امرأة عادية، بل امرأة هاربة من ماضٍ ثقيل، كانت قد أعلنت إسلامها قبل خمس سنوات، واختفت عن الأنظار تاركة خلفها زوجًا غاضبًا وعائلة ترفض مصيرها الجديد.
الرواية سريعة الإيقاع، لا تتيح لقارئها فرصة التقاط الأنفاس، فكل فصل فيها يحمل لغزًا أو مفتاحًا أو خدعة سردية تُقربنا من الحقيقة. الحبكة متقنة، مشدودة بإحكام، خالية من الحشو أو الإطالة.
الشخصيات مرسومة بدقة؛ من شاكر المنياوي الذي يجمع بين عفوية الشهرة وحبه للغموض، وصولاً إلى المشتبه بهم الذين يحمل كل منهم قناعًا يخفي ألمًا أو دافعًا أو خطيئة قديمة.
ورغم صغر حجم الرواية، إلا أنها تفيض بالتفاصيل الدقيقة التي لا تشتت القارئ بل تغذيه وتدفعه للتفكير