#قراءات٢٠٢٥
#ميكروفون_كاتم_صوت
#محمد_طرزي
الرواية الجميلة هي التي لا تكتفي بأن تجذبني الى عالمها فلا استطيع صبرا حتى انهيها بل التي تجعلني اتماهى معها حد ان اضحك مع اشخاصها وان احزن لحزنهم بل حتى ان اذرف دموعا اكثر من مرة اثناء قراءتي لها.
بالتأكيد ان تعاطفي مع الرواية جاء من معايشتي لاحداثها خلال السنوات التي دارت فيها من ٢٠١٧ حتى ٢٠٢٠، مرورا بالثورة والأزمة الاقتصادية ثم جائحة كورونا وصولا الى انفجار المرفأ، لكن مما لا شك فيه ان سرد محمد طرزي وحرفيته في رسم شخصياته هو ما شدني للرواية. سلطان، حسن، عفاف، وداد وحتى غيداء، اشخاص نعرفهم ويعيشون بيننا وتتشابه قصصهم ومعاناتهم مع الكثير من اللبنانيين. مسرح الاحداث سواء المقبرة البحرية او صور المدينة المسلوبة الارادة ورمزية المكانين اعطى الرواية عمقا وتأثيرا يستمر طويلا بعد الانتهاء من الرواية وبعد ان تتشكل الصورة الكبرى وتنحل كل الاحجيات.
رواية ارشحها بشدة ولكني غير مسؤولة عن مشاعر الاسى والحزن التي قد تشعرون بها على وطن ما زال مصيره حتى الساعة مجهولا...
❞ وفي لحظة تجلّ، اكتشفت سرّ الميكروفونات التي تحاصر المدينة، وتنخرها كما ينخر الفساد جذع الوطن؛ إنّها ميكروفونات كاتمة للصوت، فما داموا عاجزين عن استخدام الهراوات في كلّ مرّة لإسكات الشعب، يلجؤون إليها، كي يكمّوا الأفواه، راعها كيف لم تنتبه إلى ذلك من قبل، وانفعلت لاكتشافها المتأخّر. ❝