رواية بديعة سردًا وحوارًا. رواية أجيال بامتياز. هي رواية عن الجفاء والمآسي والوجيعة والصبر والوفاء. لا تدري مع من تتعاطف، أمع بركة، أم السنيورة، أم فادية، أم جمال، أم الشخصية المحورية في الرواية العمة أصيلة. أشعر براحة عند قراءة الروايات التي تعتمد منهجية الجمل القصيرة كالنثر، حيث تشعر كأنك تقرأ شعرًا في ثوب رواية. تحية للكاتب أحمد السملاوي، فهذه هي تجربتي الأولى معه، وقطعًا لن تكون الأخيرة إذا كان في العمر بقية. وأخيرًا، فقد مستني شخصية جمال كثيرًا، فأنا، وعلى الرغم من أبناء المدن لا الريف، لكني كنت واحدًا من ضمن مئات الآلاف بل ربما ملايين الشباب الحالمين الطامحين الساعين للسفر بكل ما أوتوا من قوة، وقد خضت التجربة بالفعل أكثر من مرة. أما الآن، وأنا في الخمسين من عمري، فقد أصبحت مثل العمة أصيلة، أنصح كل مشتاق لأن يجعل حلم سفره حقيقة بالتريث وعدم التعجل، فليست كل الأحلام وردية كما نتمنى.