أم ميمي > مراجعات رواية أم ميمي > مراجعة Ahmed Arfa

أم ميمي - بلال فضل
تحميل الكتاب

أم ميمي

تأليف (تأليف) 3.9
تحميل الكتاب
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
4

بسبب ظروف عملي في التفتيش الصيدلي لفترة من الزمن بالجيزة ، التي توجب أن تمتطي حذائك في شوارع الجيزة كمكان وكمحافظة بشكل عام ، و أن تترصد الصيدليات التي تعمل كدواليب في المناطق الشعبية والعشوائية ، ولأنني كنت أجلس علي قهوة الأهلي والزمالك و ربما وتصادفت الخطى مع ما خطاه بلال فضل سواء بقدمه على الواقع أو بقلمه على الواقع أيضاً ، فأنا أعلم أن هذه الرواية لا تنتمى لأدب الديستوبيا و لا الفانتازيا و لا الأدب الساخر ولكن هي رواية واقعية ، صادفت ملامح شخصيات الرواية متفرقة في الشارع و سمعت ألفاظ الرواية من أصحابها علي أرض الواقع و عبثت بأذني وأنا أمر بجانب لمة وهُليلة وخناقة يجتمع عليها الناس في شوارع وبين بيوت أتفكر كيف يعيش هؤلاء تلك الحياة ، أقف بعيداً استمع لرتوش القصة وتاريخ العداوة القديم ثم تنحصر الخناقة كما بدأت فجأة تسونامي يظهر من العدم ثم يناهي فجأة لا ترى منه أثراً سوى بعض نقاط الدم علي الأرض أو توكتوك يغادر مسرعاً بمُصاب يتوعد العودة و توكتوك آخر يغادر للقسم مسرعاً ليسجل محضر قبل غريمه ، ويذهب الناس كلُُ إلي حال سبيله ، وكأنها كانت إحدي حلقات ال WWE التي انتهت وتفرق المشاهدون مُحللين الحكاية أو ناقلين لها في جلسة قهوة علي ناصية الشارع وتمتد الحكاية بتذكر الشتائم التى تفنن أصحابها في تكوين معناها ليصبح يناطح كنايات الأدباء و الشعراء.

هذا العالم لم أراه في الأدب مُطلقاً بتلك الواقعية من قبل ،وأعاد علي ذاكرتي عشرات الحكايات والمواقف ، و ذكرني بسبب تركي من هكذا عمل كنت استيقظ وأمُسي في كومباوند في أكتوبر و ما بينها أجول شوارع الجيزة و مناطقها الشعبية والعشوائية ، أحتسي كوب القهوة الصباح في Starbucks في جاليريا مول و قهوة في وسط اليوم في قهوة شعبية علي ناصية شارع تموج فيه الحكايات والبشر و تلاحم الفقر و الجهل و المخدرات بحكم طبيعة عملي ، كانت فترة رضا تام عن حياتي في ذاتها و غضب عارم علي النص ساعة فرق الطريق بين ستاربكس و قهوة عم عادل الذي لم يكن عادل بالمرة.

أعلم أنني لم أنقد الرواية ولكن كيف ننتقد الحقيقة ؟! الحقيقة أما أن تصدقها أو تنزل لتراها بنفسك أو تتجاهلها حين تراها أو تنكرها من أصلها وهذا لا يلغي وجودها..

وكذلك تلك الرواية التي ستتعرض للنقد لابد بسبب الألفاظ والمصطلحات ولكن كل ذلك سواء كان في قالب فني او ادبي او مقالي او سردي او سيرة ذاتية للكاتب لا يهمني الحقيقة ، لأن الواقع المتمثل في ذاكرتي كان درامياً فوق الرواية و لو كان هناك ما يُسمى كمصطلح رواية ما فوق الواقعية فهي ستكون هذه الرواية.

وإيماني بأن الأدب والسينما لا يستطيع مجاراة الواقع في بعض العوالم ، لأن هذه العوالم تدفن رأسها في الرمل مثل النعام ، وهي وسيلة دفاع نفسية ذاتية ضد الصدمات يمارسها المجتمع ليستكمل حياته طالما لن يستطيع حل المشكلة فيتم تجاهلها ، فما فائدة جلد الذات للمجتمعات غير الوصمة والفضيحة و هو ما نتجنبه بإمتياز في مجتمعاتنا الشرقية علي مدار الزمن ربما بفعل ما هو أسوأ مما يحدث اصلا للتغطية عليه حتى تزكم رائحة الجثث أنف الناس.

لا أعلم لما طالت واستطالت تلك المُراجعة ولكن هي الرغبة في أن أقول أن الرواية تنتمي لأدب الواقع وذلك مع كثير من الحزن والأسف و الحقيقة.

Facebook Twitter Link .
0 يوافقون
اضف تعليق