البطلة لا يجب ان تكون بدينة > مراجعات رواية البطلة لا يجب ان تكون بدينة > مراجعة Youmna Mohie El Din

البطلة لا يجب ان تكون بدينة - شيرين فتحي
تحميل الكتاب

البطلة لا يجب ان تكون بدينة

تأليف (تأليف) 3.3
تحميل الكتاب
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
4

مراجعة لمجموعة قصصية بعنوان "البطلة التي لا يجب أن تكون بدينة"

تأليف: شيرين فتحي

كانت هذه أولى قراءاتي للكاتبة شيرين فتحي، وقد جاء اختياري لها بدافع بسيط ولكنه صادق، وهو أن عدد صفحات المجموعة قليل نسبيًا، وهذا ما يلائم ظروفي الصحية التي تحدّ من قدرتي على الاسترسال الطويل في القراءة. فأنا أبحث عمّا يرفّه عن روحي، لا يُثقلني ولا يُرهقني، بل يرافقني في لحظات هدوئي ويملأ الفراغات بين أنفاسي المتعبة.

وإن كنت قد بدأت القراءة دون توقعات عالية، فما وجدته بين الصفحات فاق ظني وأدهشني.

❖ البطلة الغائبة... الحاضرة في كل قصة

رغم أن عنوان المجموعة "البطلة التي لا يجب أن تكون بدينة"، فإنني لم أجد قصة تحمل هذا الاسم تحديدًا، لكنها كانت –بطريقتها الخاصة– حاضرة، كأنها خيط غير مرئي يربط بين الحكايات، أو ظلّ يتبع كل بطلة في صمت.

❖ قصة "البطل المراوغ"

هنا تتجلى لعبة الخيال في أقصى حدودها. البطل الذي يتجاوز الورق ويتسلل إلى الواقع، يفرض على الكاتبة ذاتها أن تلاحقه بين السطور. قصة تنتمي إلى "ما وراء القصة"، إلى السؤال الذي لا يُطرح عادة: من يكتب من؟ البطل أم الكاتبة؟

دهاء الحكاية يكمن في قدرتها على خداع القارئ دون أن يخونه.

❖ قصة "الأبيض"

قصيدة في شكل سرد. تداخل عجيب بين الألوان، لا سيّما الأبيض، الذي لم يعد لونًا، بل أصبح صراعًا نفسيًا، سفرًا داخليًا في المتضادات، بين الظهور والغياب، بين الوضوح والعمى.

❖ "رقصة في الميدان"

قصة تخترق القلب بسكين ناعم. فيها من الروح ما يربك الجسد، ومن الحضور ما يربك المارة. حالة من الانفصال والتأمل الموجع، كأن الراقصة تُحاور الميدان وحده، أو كأنها ترقص لتخدع الألم.

❖ "قطعة الشيكولاتة"

هنا يتجلى الحنين في أبسط صوره. قطعة شيكولاتة تقسم الحياة، وتتقاطع فيها المانجو، والفراغ، والذكريات المبهمة. خيال يلامس الواقع بخفة كالحلم، ونهاية تبخرت فيها النكهة كما تبخرت المشاعر.

❖ "ثِقَل"

عنوان يكشف عن ذاته منذ البداية. كل كيس تحمله البطلة، كأنه كفّارة لذنب لا يُغفر. القصة تزداد وزناً كلما أوغلت في تفاصيلها، حتى تبلغ نهايتها المؤلمة، في قرية تفتقر لكل شيء إلا الذنب.

❖ "تيتانا"

ربما أجمل ما في هذه القصة أنها لا تُجامل أحدًا. تضعك في مواجهة مرآة القبح، ليس القبح الجسدي بل قبح السلوك، والغرور الذكوري الذي يغفل عن حقيقة الجمال في النساء. قصة عن الندم، والخذلان، والجنون المُتعمّد.

❖ "حائط السيدة روز التعيسة"

سرد واقعي موجع، ربما أشد القصص قسوة. تغيير الخط في التطبيق زاد من حدّتها، كأن حتى الحروف لم تحتمل وقع الحكاية. روز ليست بطلة فقط، بل ضحية لحائط لم يُبنَ بالحجارة، بل بالخوف والانكسار.

❖ "التركة"

قصة تغمسك في الألم حتى حافته. الكوميديا السوداء فيها كانت أقسى من التراجيديا، وجعلتك تتساءل: هل نرث أحزان من سبقونا؟ أم أن التركة الحقيقية هي اكتئاب لا يُكتب في عقود الميراث؟

---

خاتمة المراجعة

"البطلة التي لا يجب أن تكون بدينة" ليست مجموعة قصصية تقرأها فحسب، بل تختبرك. تختبر قدرتك على التأمل، على تحمل ثقل الحكايات، على رؤية القبح دون أن تنكر الجمال.

أسلوب شيرين فتحي مميز، يرقص بين السخرية والوجع، بين الخيال والواقع، وبين الرفض والقبول.

هي كاتبة تُجيد اللعب بالخيوط الرفيعة، تلك التي تفصل الحكاية عن الحقيقة... وتصل بينهما في الوقت ذاته..

Facebook Twitter Link .
0 يوافقون
اضف تعليق