الأطفال بيصدّقوا السحر والقصص الخرافية لأن مراكز المنطق والتحليل بالمخ ما بتكون لسا مكتملة، فبعيشوا العالم بخيال مفتوح وبدون حدود. بس لما نكبر، الجزء المسؤول عن المنطق والتحقق من الواقع بيقوى، فبنصير أقل قابلية نصدق الأشياء اللي مش منطقية، وهاد الشي بيحد خيالنا..
أنا حدا بحب هالنوع من الروايات اللي فيها خيال بريء ونكهة طفولة…اللي فيها شيء من ألف ليلة.
عبدالله البائع الفقير الحالم،اللي بيشبه علاء الدين كتير ،شاب بسيط، بيعيش داخل عالم خيالي بيصنعه لحاله، بيتخيل نفسه أمير، فارس، ابن ملوك.
بيعجبك، مش لأنه قوي، بل لأنه مؤمن، مؤمن بإنه بيستحق قصة أعظم من واقعه.
وكل رحلة عبدالله كانت مليانة إشارات عن كيف أحلامنا أحيانًا بتقودنا لشي أكبر بكتير مما توقعناه.
السرد كان ممتع، بسيط، فيه طرف ذكية، خاصة مع شخصية الجني وفلسفته الخاصة عن الحياة والحرية، واللي أبدًا مش سهل ترضيه. وبآخر الفصول فرحت لما فجأة ظهرت شخصيات من قلعة هاول المتحركة، كانت متل مكافئة للقارئ اللي كمل الكتاب للنهاية.
حبيت هالاقتباس: "من يعيش داخل خياله لا يهرب… هو فقط يؤمن أن العالم فيه ما يستحق أن يُخترع من جديد.”
وهاد يمكن أجمل توصيف للي بيصير جوات كل شخص بيحب يقرأ.
لأنه إحنا ما بنهرب من الواقع، إحنا بس بنبحث عن نسخة أحلى منه، في عوالم تانية.
الرواية عن التمنّي، وعن الحكمة اللي بنكتسبها لما نضطر نحارب مشان أمنية، عن الحب اللي بيبدأ من صورة، وبيكبر بالمواقف، وبيثبت حاله بالصدق.