التقييم: ( للكتاب ككل وهناك تقييم فرعي بجانب كل رواية قصيرة )
---------------
* المميزات / نقاط القوة *
- اسلوب الكتابة المميز والجذاب للعشماوي.
- الاسقاط والرمزية هما الأبرز في القصص.
-----
* العيوب / نقاط الضعف / الملاحظات *
- المعالجة الادبية لم تكن الأفضل باستثناء القصة الثانية.
- الشخصيات بلا نكهات مميزة.
---------------
مراجعة الكتاب:
الكتاب يرفع شعار هيا نقدم معالجات جديدة لبعض ثيمات الثمانينيات بعد الانفتاح الاقتصادي الذي اقره السادات وقتها. لا مانع من ان تكون واحدة منهم معاصرة من حيث الشكل العام لكن المضمون لا يختلف عن الشعار المرفوع.
النقطة الأبرز هي رمزية الكلمات المتقاطعة التي استخدمها العشماوي في الثلاثة قصص. نجدها في عناوين الفصول الداخلية وكذلك كهواية يتقنها احد الشخصيات في كل قصة. الكلمات المتقاطعة تعني التباديل والتوافيق بين الكلمات ومرادفاتها بما يرمز الى ان لكل عقدة ( الفساد ) حلول كثيرة ( ثغرات قانونية ) يمكن من خلالها قلب الباطل الى حق والعكس.
بين دفتي الكتاب هناك ثلاثة روايات قصيرة ( نوڤيلات ) كالتالي:
* كابينة لا ترى البحر *
التقييم: ⭐⭐
قصة تشعر انها كُتبت على عجالة. ربما ايضاً لم تتم مراجعتها بشكل كافي قبل نشرها.
القصة عصرية الطابع حيث الهواتف المحمولة والترند وقرى ومنتجعات الساحل الشمالي التي نجد بها ما لذ وطاب من المواد المخدرة والجنس ، لكن المضمون هو معالجة لثيمة شهيرة هي شبابك مقابل الحبس لبضعة سنوات ووعود بمبالغ مالية كبيرة على طريقة ( صلاح الغرباوي ) في حب في الزنزانة. هناك من كُتب عليه الا يرى البحر ابداً الا على هيئة سراب.
الجديد هنا اننا نكتشف ان الموضوع يأخذ طابع الوراثة حيث الجد الذي اخذ زمام المبادرة قديماً والان اصبح الحفيد مطالب باستلام الشعلة واستكمال المسيرة.
-----
* مزرعة الخنازير *
التقييم: ⭐⭐⭐⭐⭐
افضل القصص على الاطلاق. كُتبت على مهل وبمزاج ادبي عال. القصة تدور حول ( فايز حنا ) صاحب مزرعة خنازير الذي يعاني بسبب المد الوهابي الذي ضرب مصر واسس كياناً برعاية وعناية الدولة في زمن السادات. يجد نفسه مضطراً للدخول في ورطة كبيرة حتى يتمكن من الحفاظ على حياته.
اجمل ما في القصة مضمونها حيث الفساد - بعد الانفتاح - الذي تم تقنينه واعطاءه احكاماً شرعية اضفت عليه صبغة الحلال وكله بما يرضي الله. وعند كشف المستور فجعبة الحلول لا تنفد واكباش الفداء جاهزة دائماً.
اما الشعب فهو كالقطيع الذي يعيش على طريقة ( احيني اليوم وامتني غداً ).
اعجبتني القصة كثيراً. تم طبخها على نار هادئة وبمقاديير متوازنة.
-----
* مواليد حديقة الحيوان *
التقييم: ⭐⭐⭐
معالجة جيدة نوعاً لقصة ( الحب فوق هضبة الهرم ) لاديب نوبل. شاب وفتاة يعيشان قصة حب بائسة بلا أمل يلوح في الأفق. فجأة يهبط عليهم حل ما - في عام الرخاء كما اسماه السادات - من حيث لا يدروا مقابل التخلي عن آدميتهم وكرامتهم ووعد بحياة مريحة.
لا قيمة لمن هم ادنى مرتبة من الحيوانات ويجدوا انفسهم متورطين في قضية تنظيم لقلب نظام الحكم على طريقة ( احنا بتوع الأوتوبيس ) ، والمفارقة ان البطل يصرخ اثناء التحقيقات ( انا حارس بيت الفيل ! ). نهاية القصة معروفة سلفاً بكل تأكيد.
هي قصة جيدة من حيث اسلوب الكتابة المميز للعشماوي لكن للأسف انا شاهدت هذا الفيلم قبل ذلك.