حسنا، لا أعرف حقًا ما شعوري تجاه هذة الرواية القصيرة!
في البداية كانت خفيفة وعادية ومضحكة أحيانًا خصوصًا شخصية "تيركي" ولكن عندما تدخّل "بارتلبي" في الصورة أصبح الأمر مشوشًا وغامضًا وحزينًا..
❞مهندم في شحوب، محترم إلى حدٍّ يثير الشفقة، يائس بدرجة تستعصي على الشفاء! ذلك هو بارتلبي. ❝
"بارتلبي" النسّاخ، يعمل في مكتب الراوي بعد تزايد وتيرة العمل واحتياجه للمزيد من النسّاخين.. في البداية يكون "بارتلبي" يعمل بكفاءة عالية رغم أنه صموت ومنعزل ولا يفعل شيء غير الكتابة والنسخ، فهو لا يقرأ ولا يتمشى ولا يتحدث مع الآخرين، فقط منكفيء على مكتبه ينسخ الأوراق المطلوبة.. إلى أن يبدأ في كونه "يفضل ألا يفعل"..
كان الأمر مضحكًا لي باديء الأمر مع محاولات صاحب العمل اللطيفة والرقيقة لتفسير تصرفاته وسر هذة الجملة الغريبة وموفق "أفضل ألا أفعل" ،ومحاولاته كظم غيظه وعدم الاندفاع وراء غضبه.. ودافع أهم هو إشباع فضوله حول شخصية وتصرفات "بارتلبي".
-الجزء الأخير مع استمرار غرابة "بارتلبي" ،تتحول "أفضل ألا أفعل" إلى شيء حزين. وودت لو أن الكاتب جاوب على أسئلة تخصه مثل..
ما الذي جعله ينغلق على ذاته ووحيدًا هكذا ؟
ما الذي جعله يفقد الرغبة في فعل أي شيء أو تفضيل أي شيء ؟
هل كانت شخصية "بارتلبي" هي روح الإنسانية التي أصبحت تختنق في عالم اليوم؟
لا أعلم.. ليتني عرفت عنه أكثر..
❞ بدا لي وحيدًا، وحيدًا تمامًا في هذا الكون الفسيح، كأنه قطعة من حطام سفينة في وسط المحيط. ❝