الليلة الكبيرة > مراجعات رواية الليلة الكبيرة > مراجعة Hesham Wahdan

الليلة الكبيرة - محمد الفولي
تحميل الكتاب

الليلة الكبيرة

تأليف (تأليف) 3.9
تحميل الكتاب
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
5

* المميزات / نقاط القوة *

- كوميديا سوداء من العيار الثقيل.

- المهمشون اصحاب البطولة.

- لغة آدابية ماتعة على غرار كتابات مرزوق المطراوي ( الكاتب والناشر والناقد والشاعر والصحفي ولنترك القوس مفتوحاً !.

- نهاية ذات وجهين لعملة واحدة.

-----

* العيوب / نقاط الضعف / الملاحظات *

- تذبذب ايقاع السرد نوعاً ما.

- الحوار سوقي ( للتنويه فقط ولا علاقة له بالتقييم )

-------------------------

مراجعة الرواية:

يستلهم الفولي عنوانه من الأوبريت الشهير ، لكنه ينسج عالمه الخاص عبر شخصيات هامشية تعيش على أطراف المجتمع وتتفاعل مع الواقع بلغة مُشبعة بالرمز والأسطورة. تمتزج في الرواية عناصر الفلكلور الشعبي مع السرد الواقعي ، حيث تصبح ( الليلة الكبيرة ) مساحة زمنية مكثفة تُمثّل لحظة كشف ومواجهة ، تكشف فيها الشخصيات عن رغباتها ومآسيها وتتداخل فيها العوالم الدنيوية بالروحانية.

تتميز الرواية بأسلوبها المكثف ولغتها المشحونة بالدلالات ، مما يجعلها تجربة سردية خاصة ترصد قاع المجتمع المصري بعين شاعرية لا تخلو من النقد والسخرية اللاذعة.

هذه التجربة تنبثق من قلب الواقع الشعبي المصري ، مستلهمة فضاء الحارة كإطار رمزي وثقافي يُعبّر عن تحولات المجتمع والهويات المهمشة. يستند الفولي إلى تقنيات السرد الحديث ، ويوظّف عناصر الفلكلور والرمز الشعبي لبناء عالم روائي تتداخل فيه الأسطورة بالحياة اليومية ويغدو الواقع – في بعده الفني والدلالي – منصة للكشف عن هشاشة الإنسان ورغبته في الخلاص أو التماهي مع القدر.

رواية صادقة وواقعية جداً بطلها الأساسي هو التهميش. من يعيش في مجتمع ما على هامش الحياة ولا يشعر بأن له قيمة وكرامة فلا سبيل امامه الا اخذ حقوقه بالذراع وفرض البلطجة كقانون يحكم ويعيش به ولا بأس من رداء ديني اشبه بالمخدر لإسكات الضمير وتنحية الاخلاق جانباً والذين في حقيقة الامر لا وجود لهما في ظل حياة غير آدمية وغير كريمة.

لنلقي الضوء على عناصر هذه الرواية الجميلة:

* الفكرة / الحبكة *

ماذا لو هبط طبق طائر على احدى المناطق المأهولة ؟ كيف سيتصرف المجتمع والمسئولين مع هذا الحدث العجيب ؟.

ببراعة شديدة لخص الكاتب طريقة تعامل المصريين مع اي حدث غريب لا يمكنهم فهمه. على طريقة الشعب: احرص على الاستفادة القصوى منه بما يحقق اي منفعة على طريقة ركوب الأمواج المعروفة. عليك فقط بالحذر وعدم التصريح بموقفك حتى تتبين لك الأمور. قم بتصدير الاخرين في المشهد وانتظر النتائج.

على طريقة المسئولين: اي شيء لا تفهم كنهه او طبيعته يجب ازالته من الوجود فوراً !. لا وقت لدينا نضيعه في الفهم ولا ضرر طالما من سيتحمل التبعات مجرد كائنات عشوائية لا قيمة لها ولا وزن ولن يبحث ورائهم احد. هم لا احد بالفعل.

* السرد / البناء الدرامي *

غلب على الرواية السرد الساخر اغلب الوقت والاعتماد على تقديم قضايا المجتمع بشكل ضمني من خلال الراوي العليم الذي بدا وكأنه يملك نظرة عُليا وشاملة على الحدث وتفرعاته بما يتيح للقارىء تذوق الحكاية من زوايا متعددة - من خلال الشخصيات - لقضية مجتمعية عامة.

في بعض المواضع تحول الوضع الى الاسلوب الجاد والمباشر في التقديم مما احدث حالة من التذبذب السردي. شيء اشبه بالسير على هضبة غير مستوية. عموماً ليس بالأمر الجلل او ذو التأثير الكبير على ايقاع الرواية ككل.

* الشخصيات *

من ( علاء بوكس ) و ( محمود كتلة ) مروراً ب ( سعيد ارنوب ) الى ( عنتر عضمة) و ( خشبة الخطاب ) نجد طيف واسع جداً شمل كل شخصيات المناطق العشوائية بلا استثناء.

السمة المميزة في الجميع هي التصرف بناءً على الغريزة كحال الحيوانات بالضبط. في الحقيقة هم مخلوقات فقدت عقولها او بلا عقل من الأساس لاسباب شتى. أيضاً لا يخلو الأمر من وجود مبرر ديني لأفعالهم طيلة الوقت كإشارة هامة للتدين الشكلي الذي سيطر على المجتمع بشكل عام خلال عقود طويلة.

شخصيات لجأت للعيش في غيبوبة حياتية تامة هرباً من واقع مرير وثقيل الوطء يدهسها بلا رحمة طيلة الوقت.

* اللغة / الحوار *

ضربت الرواية بعرض الحائط التقاليد اللغوية المعروفة في الكتابة. رغم ان لغة السرد جاءت بالفصحى لكنها اقرب الى العامية بدرجة كبيرة جداً. الاهم من ذلك هو مضمونها الكاشف لعورات وسوءات المجتمع عموماً ومجتمعات المهمشين خصوصاً.

الحوار جاء بالعامية السوقية وهو ما اضاف الكثير الى واقعية العمل الادبي حيث لا مجال لأي احترام او تهذيب في مجتمعات المهمشين والمنسيين.

اللغة في الرواية تعيد تشكيل مفهوم الكتابة الروائية وتخرج بها من القوالب الكلاسيكية المتعارف عليها.

* النهاية *

ختام الرواية يحمل وجهين لهما وجاهتهما بكل تأكيد. انت بالتأكيد مختل وهذه الاحداث لا علاقة لها بالواقع !. وبما انكم مختلون فلا سبيل الى اي تفاهم من اي نوع ويصبح الامر كحوار بين الطرشان والعميان وليذهب العقل والمنطق الى الجحيم !.

-------------------------

ختام:

- بهذا العمل ، يرسّخ محمد الفولي حضوره كصوت أدبي معني بالهامش ، مستفيدًا من إرث السرد الشعبي دون أن يقع في محاكاته ، بل يعيد توظيفه برؤية معاصرة تكشف هشاشة الإنسان في مجتمع متقلّب وتمنح للهامش صوتاً وسرداً وهوية.

- رواية واقعية من اجمل ما قرأت مؤخراً بدون شك وأود ان اتوجه بالتحية لكل من شكرهم الكاتب في نهاية الرواية فقليلاً هم من يحملون دعم صادق وحقيقي للكتابة التي تستحق المساندة والدعم فعلاً.

- اسجل موقفي مبكراً: هذه الرواية تستحق الفوز بجائزة ادبية مرموقة وليس فقط المنافسة عليها.

Facebook Twitter Link .
0 يوافقون
اضف تعليق