* المميزات / نقاط القوة *
- الرمزية حاضرة بقوة.
- السرد الممتع والجذاب عندما يكون فرس الرهان.
- لغة كتابة على طريقة السهل الممتنع.
- شخصيات تجسد ببراعة وحش الخوف الساكن في اعماقها.
- نهاية تحمل الكثير من الفلسفة.
-----
* العيوب / نقاط الضعف / الملاحظات *
- كيف لم اقرأ لكِ من قبل ؟ عموماً كل تأخيرة وفيها خيرة.
---------------
مراجعة الرواية:
القليل من الروايات التي يسيطر عليها الطابع السردي تكون ذات جمال وجاذبية للقارىء. ورغم اني لست من انصار الروايات الغارقة في الفلسفة لكني لا أملك ازاء ( حبة بازلاء ) الا ان اشيد ببراعة كتابتها حيث حملت سطورها البساطة اللامتناهية من حيث لغتها ، والعمق الكبير في مضمونها الانساني والفلسفي.
هي ليست مجرد حكاية واحدة بل مجموعة من الحكايات التي تغوص في أعماق النفس البشرية حيث الخوف هو الوحش الأعظم الذي نتغذى عليه منذ المهد وحتى اللحظات الأخيرة.
رواية فلسفية تغرد خارج السرب ، كُتبت بعمق شديد على الرغم من بساطة حكيها وبلغة غاية في التفرد والاختلاف.
* الفكرة / الحبكة *
( حكايا المهد والطفولة كلها كاذبة بشكل او بأخر ! )
من خلال طبيب بائس يقرر الاختباء في الدولاب - كما كانت تروي له امه صغيراً حيث لن يعثر عليه احد - هرباً من كل شيء فشل او اصبح غير قادر على الاستمرار في مواجهته. هو صنيعة الخوف من كل شيء وكل شخص.
في لحظات الهروب تلك يستعرض شريط حياته كاملاً من خلال حكايا المهد والطفولة حيث الساحرة الشريرة والسندريلا والجميلة والوحش وغيرها. قدمت الكاتبة منظور اخر لتلك الحكايات يحمل تفسيرات اخرى لها غير ما كنا نظن انها اشياء مسلم بها. على العكس عندما ارتطمت بالواقع - حياة الطبيب الشخصية - نجد انها حكايات كاذبة ومضللة.
كيف سينتهي الحال به في نهاية الأمر ؟.
* السرد / البناء الدرامي *
الرواية ترفع شعار السرد الدائم. حيث قدمت مراحل حياة الطبيب في شكل حكايات قصيرة تكشف سلسلة طويلة من تراكمات الخوف والفزع كانت سبباً في اختباءه في دولاب الملابس.
الحكايات ليست بترتيب زمني محدد لكن يجمعها خط درامي واحد بكل تأكيد.
من الروايات القلائل التي استمتعت بهذا القدر الكبير من السرد دون ان يصيبني الملل.
* الشخصيات *
عدد محدود جداً من الشخصيات كان البؤس هو العنوان الأبرز الذي يجمعهم. الأب والأم والخالة والجدة والطبيب نفسه كلها شخصيات بائسة غارقة في حالة مزمنة من الهلع والخوف يتم التعبير عنها يعبر بطرق مختلفة.
الكل خائف ومذعور ويسعى لتصدير خوفه وذعره الى الأخرين كوسيلة للتعافي او للهروب من المواجهة كتعبير أدق.
* اللغة / الحوار *
لغة السرد تحمل من البساطة في التعبير نفس ما تحمله من العمق والمضمون الثقيل. هي لغة تحتاج الى التأني في قراءتها كي تستمتع بها.
الحوار جاء بالعامية وكان محدود في اغلب اجزاء الرواية وغلب عليه الطابع الذاتي ، حيث تتحدث كل شخصية بما يعتمل بداخلها من نوازع وافكار ترفع شعار الخوف دائماً.
* النهاية *
الختام جاء يحمل طابع فلسفي كديدن الرواية حيث تسيطر فكرة العودة الى الرحِم - رمزية الدولاب - الملجأ الأثير للهروب حتى وان استطعنا هزيمة الوحش يوماً ما.