رواية: أن تقتل بضعة أيام في مرشال
تأليف: محمود نادر
شهادتي في هذه الرواية قد تكون مجروحة، خاصةً وأنني أكنّ صداقة طيبة للكاتب محمود نادر، الذي كان دائم الدعم والتشجيع لي.
في خضم الأحاديث الثقافية وتبادل الآراء حول الأعمال الروائية ودُور النشر، وجدت في هذه الرواية حافزًا إضافيًا للاستمرار في الاهتمام بالشأن الأدبي والانخراط فيه.
أسلوب الكاتب في هذه الرواية يتمتع بدرجة عالية من النضج، تكشف عن مهارة سردية مميزة، حيث يطغى السرد الروائي المحكم على الطابع الحواري، وتُعزز فصاحة اللغة العربية المستخدمة من قوة النص، إذ خلت الرواية تمامًا من أي لهجة عامية.
ما لفت انتباهي وأثار إعجابي هو الطابع "الأجنبي" في الأسلوب، إذ شعرت كأنني أقرأ رواية مترجمة إلى اللغة العربية، بأسلوب فصيح وسلس.
منذ البداية، جاءت الحبكة مشوقة بأسلوب مميز أشبه بفيلم أجنبي، إلا أن براعة الكاتب ظهرت بوضوح في قدرته على توظيف المصطلحات الطبية بدقة واحترافية، الأمر الذي أذهلني خاصة أن بعضها كان جديدًا بالنسبة لي.
الفكرة التي تدور حولها الرواية مختلفة وغير معتادة، ليست كتلك المستهلكة في بعض الأعمال الأجنبية، بل كان لها طابع خاص وصادم نوعًا ما، خاصة عندما استعان الكاتب بآية مقدسة في سياق السرد، مما منح الرواية بعدًا إضافيًا وقيمة روحية.
اللغة كانت سلسة، مصحوبة بوصف دقيق لتعبيرات الوجه وحركات الجسد، إضافة إلى وصف الشعر والمظهر الجسدي، مما أضفى على الرواية بعدًا بصريًا سينمائيًا أشبه بالأفلام الأجنبية.
الرواية عمومًا مدهشة، وتُعدّ وجبة أدبية دسمة بفضل شغف الكاتب بالقراءة، وكأنّه عاش تفاصيل الحرب بنفسه، فقد كانت دقة وصف حياة الجنود وتجاربهم أمرًا جديدًا بالنسبة لي بكل صراحة.
أما وصف الأماكن، فقد زاد من تألق الرواية وأضفى عليها مزيدًا من التميز والإبداع. غير أنني أرى أن التنقل بين الماضي والحاضر كان مشتتًا بعض الشيء، إذ كان من الأفضل تحديد الفترات الزمنية بشكل أوضح من خلال تواريخ أو فلاش باك مهيأ للقارئ.
كما لاحظت كثرة الشخصيات، وهو ما قد يُربك القارئ، خاصة مع غياب التقسيم الواضح بين الشخصيات الثانوية والرئيسية، وضعف التفصيل في بعض الشخصيات من منظور السرد الثاني.
ورغم هذه الملاحظات، فإن الرواية تميزت في الانتقال بين زمنَي الحاضر والماضي، والحوار فيها جاء ممتازًا بإطار اجتماعي، يحمل في طياته عمقًا فلسفيًا حول قضايا إنسانية مهمة، مع لمسات بارعة في إدراج أسماء الشخصيات داخل السرد.
نهاية الرواية كانت صادمة وغير متوقعة، لكنها قوية وتستحق القراءة. أنصح بها بشدة، خصوصًا للمبتدئين من محبي الروايات التي تتناول ثيمات الحرب والحب الصادق، بأسلوب جديد ومختلف..
❞ - ما تقوله لن يغير الواقع أو المستقبل في شيء، إذا مت فاعلم إلى أين أنا ذاهب، أما إذا عشت فسأروي للأبناء والأحفاد قصصًا بطولية عمَّن فقدوا أرواحهم من أجل وطنهم، ❝
❞ الموت أفضل نهاية إذا قدر لي أن أعيش، فسأعيش بجروحٍ وندبات لن تُشفى سأظل أتذكرها طوال عمري، جئت إلى هنا كي أنتقم وانغمست في الحرب وعاملت نفسي كآلةٍ لا تتعب ولا تستكين. جئت إلى هنا لكي أسطر حكاية جديدة ربما لم يكتب لها أن تستمر وتختتم كما أردت. ❝
❞ - سنبقى أحياء ونروي حكاية انتصار وطننا، ونخبر القادمين بأننا لم نستسلم قط. ❝
❞ "الذي يزهق روحًا بريئة دون وجه حقٍ فهو ليس إنسان"❝
اقرأ الكتاب على @abjjad عبر الرابط:****
#أبجد
#أن_تقتل_بضع_أيام_في_مارشال
#محمود_نادر_عيادة