انتهيت من قراءة رواية ذبابة زرقاء للكاتبة نهى داوود ، وكانت تجربة أكثر من رائعة!
الرواية تعتبر ثاني عمل للكاتبة بعد جثتان والثالثة عند قدمي، ولاحظت تطور أسلوبها بشكل ملحوظ.
من أول مشهد، شدني الإبداع في الوصف، مع إسهاب بسيط ومثالي أعطى المشاهد نكهة خاصة بدون ملل.
طوال الرواية حاولت أتوقع الجاني بكل الطرق، لكن بصراحة ما قدرت بسهولة! تعقيد شخصية القاتل كان ذكي وما يخطر على بال.
تطور الأحداث وترتيبها كان فنان جدًا، حسّيت وكأني أشاهد فيلم بوليسي عن قاتل متسلسل، لكن بنكهة غير نمطية ومكررة مثل أغلب الأفلام، باستثناء المشهد الأخير اللي حسّيته نمطي شوية، لكنه ما أفسد روعة العمل.
أشيد فعلاً بأسلوب الكاتبة، لأن الكتابة البوليسية من أصعب أنواع الكتابة برأيي. كيف تقدرين تشدين القارئ وتخلينه يعيش الأحداث ويتقمص دور المحقق بدون ملل؟ هذا إنجاز صعب جدًا.
وصف مدينة دهب كان جميل لدرجة خلاني أتحمس وأتمنى أزورها. وطريقة وصف طعام كاترينا؟! خلاني أتخيل الطعم وأشتهيه من قوة الوصف، هههه.
السرد والحوار بالفصحى أعطى الرواية رونق خاص، وأشوفه خيار موفق يوصل الرواية لشريحة أوسع من القراء.
قرأت الرواية بجلسَتين وما قدرت أتوقف، كل سطر كان يشدني، لا تطويل ممل ولا اختصار مخل، وكل الأحداث والحوارات كانت متوازنة بشكل رائع.
بكل أمانة، أنصح عشاق الروايات البوليسية يقرؤونها بشدة!
الرواية قدّمت لي تجربة قريبة جدًا من أشهر الأفلام البوليسية العالمية، لكن بالنكهة العربية المميزة.