لا تألف الغرباء ولا حكاياهم!
في قراءة أولى لى لأعمال الكاتب والمهندس يحيى صفوت،وقد تخيرت أحدثها، والصادرة عن دار كيان وتصدر العمل غلافًا بعنوان( صالون غريب ) وصورة صالون بسيط كحوانيت الحلاقة منذ ما يقرب من الخمسون عامًا أو يزيد، حيث صالون يحمل لمسة vintage ويعود بك بالزمن للوراء.
تحب الحكايات، مثلي ؟!
إذن هذا العمل مناسب لك، فهو زاخر بالحكايات التي لن أصفها بالمرعبة وإنما لن أخفيكم حقيقة أني طالما شعرت بالتوتر وقد أحجمت عن النقر على مواقع البحث الإليكتروني عن أسطورة المرور بطريق شاغر لسبع مرات وما يجنيه المار بعدئذ من نكبات، واكتفيت بما دار بحياة فتحي المهندس الفذ المخلص لعمله وقد ترفع عن الإنصات لنصيحة سائقه مرسي أثناء العمل في الموقع وقد جرى ما جرى!
ولكن دعني أسألك، هل حدث مرة لك أنك ما أن تنصت لقصة ما بكل حواسك ومن ثم تتحقق لك، بل وفيك كل أحداث القصة؟؟
هل حدث لك يومًا أنك فقدت التمييز بين ما هو واقع وما هو خيال وقد تلاشى الخط الفاصل بينهما حتى اقتربت من الجنون وأنت تقسم لمن حولك أن ما قابلته كان قابعًا في ذاك المكان المقفر!!
هل تبينت يومًا ما قد تفعله الظلمة، الظلم والوحدة بالبشر ؟!
بل هل خشيت الاقتراب من أطفال تمرح وتغني!! أعلنها لك صريحة، نعم لقد ارتبت في أمرهم بل وخشيت الشمس وما ربطها بكل حكايا الغريب.
لنكن أكثر صراحة إذن، دعني أسأل بمنتهى الوضوح، هل قابلت حلاق يحمل ملامح استفان روستي من قبل !
أو بزغ لك محل من فراغ في مدينة مغبرة ترابية تظهر من العدم وكأنها نبتت للتو على وجه الأرض معظمها يتكون من طابق واحد والقليل منها ذو طابقين؟!
هل حكي لك غريب يحمل اسم غريب حكاية ما يوما؟
إذا حدث لك شئ مم ذكرت، إذن اهرب لحياتك! لا أدري كيف هي طريقة الهروب، وإنما بالحري لا تستسلم، حقًا في الاستسلام شرك لا يمكن الانفلات منه إلا أن تصبح أنت قصة ما سيرويها فيما بعد.
وأن لم يحدث وحفظك الله مم تحمله حكايات الأسطى غريب الغريبة ولم تُعد بعد كنزهي ورشاد لتأتي بمشروب ما لزبون يجلس على الكرسي الوحيد بالصالون ملتحفًا بمئذر أخضر ويعلو بابه لافتة من النيون الأخضر تحمله اسم ( صالون غريب ) فضلًا اكتف بما ستقرأه ولا تبحث، فالحكايا وإن كانت مسلية فقد تتحقق يومًا، عذرًا فقد أطلت عليكم بالحديث ولكن اعتبرها كنصيحة العم تؤ !
في النهاية أجدها رواية سلسة، بأحداث متلاحقة، نهاية استشعرتها بل وانتظرتها مما أسعدني، ربما أربكتني في البداية النهايات المفتوحة للحكايات الأولى وكأنها أبواب مفتوحة لم توصد بعد؛ فأزعجتني، لكن ما أن تبينت الخط الدرامي فأيقنت ما يشير إليه الكاتب.
كانت المرة الأولى ولن تصبح الأخيرة وقريبًا سأضع في خطة القراءة عمل آخر للكاتب.