انتهيت مؤخرًا من قراءة رواية “ ياسمين أبيض” ، وكانت البداية لي مع ثلاثية الدكتورة خولة حمدي.

بصراحة، لم تكن مجرد رواية بالنسبة لي، بل كانت رحلة طويلة عشت خلالها تفاصيل الكفاح والرجاء والإنسانية.

أدركت منذ الصفحات الأولى أن الدكتورة خولة حمدي كاتبة من طراز نادر، واستحقت أن تنضم لقائمة أفضل الكتّاب في نظري، رغم أن هذا أول عمل أقرؤه لها.

غمرتني سعادة غامرة وأنا أتنقل بين فصول الرواية، وشعرت بالغبطة حتى أنني حسدت نفسي على هذا الجمال الذي عشته.

ورغم طول الرواية، تمنيت ألا تنتهي أبدًا. وحين أغلقت الصفحة الأخيرة، خالجني حزن عميق وشوق كبير لقراءة الجزءين الأول والثاني.

أما عن بناء الشخصيات، فقد كان محكمًا ومتقنًا، متناسبًا مع تطورات الأحداث والمواقف، دون مبالغة تُذكر – إلا ربما قليلًا مع شخصية ياسمين.

السرد كان إبداعيًا بحق، بقلم مبدع قادر على جذب القارئ بأسلوب ممتع وعميق.

الشخصيات تم تقديمها بتوازن وجمال، دون مبالغة في العدد، وهو أمر أقدّره بشدة، إذ لا أحب ازدحام الرواية بشخصيات كثيرة قد تضعف البناء النفسي لكل شخصية على حدة.

تطور العلاقة النفسية بين عمر وآية كان منطقيًا وطبيعيًا جدًا من وجهة نظري، مما أضاف للرواية واقعية محببة.

رواية “ياسمين أبيض” إنسانية بامتياز، وتحمل رسائل جميلة ومؤثرة تصل للقلب بصدق.

بصراحة، لا أجد الكلمات الكافية لوصف عملٍ أسرني بهذه القوة، وأخذ مني وقتًا في القراءة، لا لأنني مللت، بل لأنني كنت أعيشه وأتذوقه بكل تفاصيله.

سيظل هذا العمل محفورًا في ذاكرتي، بشخصياته التي أصبحت كأنها جزء مني: ياسمين، عز الدين، عمر، آية، رنيم، رانيا، وجميع من مروا في طيات هذه الرواية الرائعة.