#مراجعة_كتاب
عنوان الكتاب (نوفيلا): دار خولة
المؤلف: بثينة العيسى
عدد الصفحات:112 صفحة
"أسوء مايمكن ان يحدث للأطلال ألا يبكي عليها أحد"
*اقتباس جميل أحببت أن أستهل به الكلام عن هذه التحفة الماثلة بين يديّ، والتي شعرت بين سطورها وكأن الكاتبة أمسكت بيدي وسافرت بي إلى عمق الحياة الكويتية بكل تفاصيلها الدقيقة والمباغتة. لم تكن قراءتها مجرد تتبع للأحداث، بل كانت معايشة حقيقية؛ وجدتني أجلس بين شخصياتها ، أتنفّس هواءهم، أراقب صمتهم المدوّي، وأتذوق مرارة الكلمات التي لم تُقل. الحوار المحكي باللهجة الكويتية كان جسراً شعوريًا مكثفًا، زاد من صدق التجربة وقربها من القلب. هناك شيء آسر في الطريقة التي نسجت بها الكاتبة الصمت، حتى بدا وكأنه شخصية بحد ذاته. شعرت أنني لا أقرأ، بل أُستدعى إلى عالمهم، أتحسس وجع الأم وأتوه معها في متاهة الصمت التي لا تُفضي إلى كلام، بل إلى مزيد من الشعور.
*وقد سلطت الكاتبة الضوء على قضايا حساسة بأسلوب عميق
العلاقة بين الأم وأبنائها، والتحديات التي تواجهها في ظل غياب الأب، الاغتراب العاطفي داخل الأسرة،وكيفية تأثيرها على أفرادها.
هل يمكن للأبناء أن يغفروا تلك الأخطاء التي ترتكبها الأم وتترك جروحا غائرة يصعب غفرانها؟ وتصبح الحياة بالنسبة لها مثل محاكمة يكون الإستئناف فيها أمنية يصعب تحقيقها.
الاستعمار الناعم و عواقبه،الصراعات النفسية التي تنشأ نتيجة الضغوط الاجتماعية والثقافية.
*الأحداث إتخذت شكل بناء نفسي عميق، من خلال منظور الأبناء أو حتى الأم نفسها في لحظة المواجهة المتأخرة الدرامية، فيها الكثير من التصعيد والتوتر، ركزت على المشاعر المكبوتة والانكسارات الصغيرة التي تراكمت،وكل شخصية كان لها ميزة في الرواية
خولة وهي البطلة ، تجد نفسها في مواجهة مع فراغ معنوي هائل، لا يسعفه الكلام ولا حتى التفكير.
الأبناء يوسف يمثل الإبن الوصي على أمه، وناصر مثال للغزو الثقافي(المؤمرك) ، أما حمد حتى وإن بدا شخصية ثانوية أو هامشية ظهر في الأخير ليشكّل لحظة كسر صمت، ومفتاحًا لفهم الأمومة، و كان الأقرب لصمت خولة نفسها.
حتى تلك السمكة التي لم تهنأ بالحياة في الحوض،جاءت لتختم الرواية بصمت .
#اقتباس
"وحقيقة أن الحب المشروط مشروط، وأنهم كذبوا في هذا الشأن، وأن العالم غير عادل، وأن سوء الفهم حتمي وعلى مايبدو: أبدي جدا، ولم تكن تعرف أين ينتهي دورها كأم وأين يبتدئ شرطها كامرأة؟"